رُصدت صباح اليوم بقعة شمسية ضخمة في النصف الجنوبي من الشمس، تحمل الرقم 4197، وتُعد واحدة من أكبر البقع التي تم تسجيلها مؤخرًا، حيث تبلغ مساحتها نحو ثلث حجم البقعة التاريخية التي تسببت في حادثة كارينغتون عام 1859، وهي أقوى عاصفة شمسية موثقة حتى الآن.
بقعة شمسية ضخمة
وبحسب ما أوضحه رئيس الجمعية الفلكية بجدة، المهندس ماجد أبو زاهرة، فإن البقعة الشمسية 4197 محاطة بعدد من البقع الشمسية الأصغر، مما يجعلها تبدو أكبر حجمًا للراصدين. وأضاف أن البقعة تتميز بحقل مغناطيسي معقد يزيد من احتمالية حدوث توهجات شمسية قوية من الفئة X، وهي أعلى درجات التوهجات التي قد تؤثر على الأرض في حال وُجهت مباشرة نحوها.
وأشار أبو زاهرة إلى أن البقع الشمسية هي مناطق مغناطيسية مؤقتة على سطح الشمس، تُعرف بـ”الفوتوسفير”، وتبدو مظلمة مقارنة بالمناطق المحيطة بها بسبب انخفاض حرارتها. وتتكون هذه البقع عندما يعوق الجريان المغناطيسي عملية الحمل الحراري، مما يؤدي إلى نشوء مناطق أقل حرارة، وغالبًا ما تظهر البقع الشمسية بأقطاب مغناطيسية متعاكسة وتستمر لفترات متفاوتة قد تمتد من أيام إلى أسابيع.
توهجات قوية من الفئة X
وأكد أن حجم البقعة الشمسية الحالية يسمح برصدها بسهولة باستخدام تلسكوب مزود بفلتر شمسي خاص، أو عبر تلسكوب شمسي صغير، مشيرًا إلى إمكانية مشاهدة نوى مظلمة متعددة داخلها، ما يوفر فرصة علمية لمتابعة تطورها خلال الأيام المقبلة.
يُذكر أن حادثة كارينغتون، التي يُقارن بها حجم البقعة الجديدة، وقعت عام 1859، وتسببت حينها في ظهور الشفق القطبي في مناطق غير معتادة قرب خط الاستواء، كما أدت إلى تعطّل أنظمة التلغراف حول العالم، ما يدل على حجم التأثير المحتمل لمثل هذه الظواهر الشمسية على الأنظمة التقنية الحديثة.