الكذب عادة إنسانية قديمة، ارتبطت بمحاولات الإنسان للهروب من المواقف الصعبة أو تجنب الحرج، لكن دراسة حديثة نشرتها صحيفة “ديلي ميل” البريطانية أكدت أن الرجال يميلون إلى الكذب أكثر من النساء، ما يفتح باب النقاش حول الدوافع النفسية والاجتماعية وراء هذه السلوكيات.
الرجال في مقدمة الكذب
أظهرت الدراسة أن الرجل يكذب بمعدل مرة كل أربعة أيام تقريباً، في حين أن المرأة تكذب مرة كل ثمانية أيام. كما أوضحت النتائج أن واحداً من كل عشرة رجال يعتقد أنه بارع في الكذب، بينما يرى 90% من الناس أنهم قادرون على كشف الكاذب بسهولة، خصوصاً عند تجنبه التواصل البصري أو تأخره في الرد.
دوافع الكذب بين الجنسين
تشير النتائج إلى أن الدافع الأساسي وراء الكذب غالباً ما يكون الرغبة في تجنب المواقف المحرجة أو السلبية. فالرجال يلجأون إلى الكذب لحماية صورتهم الاجتماعية أو للهروب من المساءلة، بينما تميل النساء إلى الكذب في مواقف مرتبطة بالمشاعر أو لتفادي إيذاء الآخرين.
الشعور بالذنب بعد الكذب
ورغم الاختلاف في معدلات الكذب بين الجنسين، إلا أن الدراسة أكدت أن معظم الرجال والنساء يشعرون بوخز الضمير بعد الكذب. غير أن هذا الإحساس يكون أكثر وضوحاً لدى النساء، حيث يعترف الكثير منهن أن الكذب يسبب لهن شعوراً بالقلق وعدم الراحة النفسية.
كيف نكشف الكاذب؟
يرى الخبراء أن لغة الجسد من أهم المؤشرات التي تساعد على اكتشاف الكذب، مثل: تجنب النظر المباشر إلى العين، وتغير نبرة الصوت، وارتباك في الرد أو تأخر الإجابة، وحركات لا إرادية مثل لمس الوجه أو الفم.
الكذب.. هل هو سلوك مكتسب أم غريزي؟
يطرح هذا النوع من الدراسات تساؤلاً مهماً: هل الكذب جزء من الطبيعة البشرية أم أنه سلوك مكتسب نتيجة البيئة والتجارب؟ بعض علماء النفس يرون أن الكذب مهارة اجتماعية يلجأ إليها الفرد حين يعجز عن مواجهة الحقيقة، بينما يراه آخرون انعكاساً لضعف الثقة بالنفس أو الخوف من العقاب.