شهد سوق السيارات السعودي في النصف الأول من عام 2025 تحولات لافتة على مستوى السيارات الكورية في ترتيب العلامات التجارية الأكثر مبيعًا، حيث نجحت هيونداي وكيا الكوريتان في اقتناص المراتب الأولى بعد سنوات من تفوق العلامات اليابانية، وعلى رأسها تويوتا ونيسان، حيث سجلت هيونداي أكسنت مبيعات بلغت 19,081 وحدة لتحتل المرتبة الأولى، تلتها كيا بيجاس بـ 15,528 وحدة في المركز الثاني، فيما جاءت هيونداي إلنترا في المركز الرابع بـ 13,066 وحدة.
أداء استثنائي
الأرقام لم تكن مفاجئة للمتابعين، إذ حافظت هيونداي على حضور قوي خلال العامين الماضيين ببيع أكثر من 130 ألف سيارة في 2024، فيما واصلت كيا صعودها من المركز الرابع في 2023 إلى الثالث في 2024 محققة أكثر من 63 ألف سيارة، هذا الأداء يعكس تطورًا في ذوق المستهلك السعودي الذي بات أكثر انفتاحًا على الخيارات الكورية، بعدما أثبتت هذه السيارات قدرتها على الدمج بين الاعتمادية والسعر المنافس والتقنيات الحديثة.
تعزيز الحضور المحلي
إضافة إلى ذلك، أسست هيونداي وكيا شركة إنتاج مشتركة داخل المملكة، خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز الثقة بخدمات ما بعد البيع وتوفير الصيانة وقطع الغيار محليًا. هذه الخطوة تعتبر بمثابة نقطة تحول في العلاقة بين العلامات الكورية والمستهلك السعودي، حيث لم تعد السيارات تُنظر إليها كخيار اقتصادي مؤقت، بل كعلامة جديرة بالثقة والاستمرارية.
السوق السعودي… مركز ثقل إقليمي
السعودية تُعد أكبر سوق للسيارات في الشرق الأوسط، بمبيعات تتجاوز نصف مليون سيارة سنويًا، لذلك فإن أي تغيير في توجهات المستهلك هنا ينعكس على المنطقة بأكملها، صعود السيارات الكورية في هذا السوق يعكس قدرتها على منافسة اليابانيين، الذين ظلوا لعقود يسيطرون على السوق بفضل سمعة الاعتمادية وطول العمر التشغيلي.
عوامل وراء التفوق الكوري
ومن أبرز عوامل التفوق الكوري، التصميم العصري ويظهر ذلك في اعتماد هيونداي وكيا على لغة تصميم ديناميكية تناسب الجيل الشاب، بجانب التكنولوجيا التي تتمثل في أنظمة مساعدة السائق، شاشات رقمية متطورة، وربط الهواتف الذكية، مع الاقتصادية في الاستهلاك مع كفاءة عالية في الوقود مقارنة بالموديلات المنافسة.
أضف إلى ذلك خدمات ما بعد البيع من خلال توسع في مراكز الخدمة داخل السعودية، واستراتيجية الأسعار التي تتمثل في توفير سيارات صغيرة ومتوسطة بأسعار تنافسية.
منافسة ساخنة في الأفق
ورغم تفوق هيونداي وكيا، فإن تويوتا لا تزال في الصدارة الإجمالية بمبيعات تجاوزت 118 ألف سيارة في النصف الأول من 2025، غير أن الفارق بدأ يضيق مع استمرار ارتفاع الطلب على الكوريين، هذا يعني أن السنوات المقبلة قد تشهد تغييرًا جذريًا في خريطة المنافسة، وربما نشهد للمرة الأولى إزاحة اليابانيين من عرش السوق السعودي.
المستقبل: كهرباء وهايبرد
مع توجه المملكة نحو التحول في قطاع الطاقة والنقل المستدام، تستعد هيونداي وكيا لإطلاق طرازات كهربائية وهجينة في السوق السعودي، هذه الاستراتيجية قد تمنح الكوريين ميزة تنافسية إضافية، خاصة مع الدعم الحكومي لمشاريع السيارات الكهربائية والبنية التحتية للشحن.