تجري الخطوط الجوية السعودية محادثات متقدمة مع شركة سبيس إكس لاعتماد خدمة الإنترنت الفضائي عالي السرعة “ستارلينك” على متن أسطولها الذي يضم أكثر من 140 طائرة. ورغم أن الصفقة لم تُحسم بعد، إلا أن هذه الخطوة تمثل نقلة نوعية محتملة في تجربة السفر الجوي بالمملكة.
منافسة عالمية على سوق الإنترنت الجوي
وبحسب ما أوردته وكالة بلومبرغ، فإن “السعودية” ما زالت تملك خيار التوجه إلى مزودين آخرين إذا لم تكتمل المفاوضات. وفي المقابل، وقعت شركة طيران الرياض مؤخرًا اتفاقية مع مزود الخدمة “فياسات”، ما يعزز المنافسة بين الشركات العالمية لتقديم أسرع وأحدث حلول الاتصال الجوي.
حضور أوسع لـ”ستارلينك” في الشرق الأوسط
في حال إتمام الاتفاق، ستمنح الصفقة “ستارلينك” فرصة قوية لتعزيز انتشارها في الشرق الأوسط، إلى جانب منافسة مقدمي خدمات الإنترنت الجوي التقليديين. كما تعمل مجموعة نيو للفضاء التابعة لصندوق الاستثمارات العامة على تطوير خدمة محلية مماثلة للاتصال عبر الأقمار الصناعية، ما يضيف بُعدًا استراتيجيًا للسوق السعودي.
تكاليف الخدمة للمشغلين
تعتمد “سبيس إكس” نموذج اشتراك خاص لشركات الطيران، يتطلب استثمارًا أوليًا يتراوح بين 300 و500 ألف دولار لتجهيز الطائرة، إضافة إلى رسوم شهرية يتم احتسابها لكل مقعد. ورغم ارتفاع التكاليف، فإن الخدمة تعد بجودة اتصال وسرعة إنترنت تفوق الأنظمة التقليدية.
السعودية تفتح الأجواء.. والإمارات تتحفظ
تسمح المملكة بالفعل باستخدام خدمة “ستارلينك” في قطاعي الطيران والبحرية، بينما ما زالت بعض الدول المجاورة مثل الإمارات تفرض قيودًا على تشغيلها، وهو ما قد يمنح السعودية ميزة تنافسية في تحسين تجربة المسافرين.
بداية الحديث عن إدخال خدمة “ستارلينك” إلى المملكة تعود فعليًا إلى زيارة الرئيس ترامب إلى السعودية خلال ولايته الثانية في 13–14 مايو 2025، والتي رافقه فيها إيلون ماسك ضمن وفد التقنيين الكبار . خلال تلك الزيارة، دار الحديث حول فرص التعاون المستقبلي مع “سبيس إكس” في مجال تقديم الإنترنت الفضائي داخل المملكة، مما يمهد اليوم لمباحثات جدية مع الخطوط السعودية.