في خطوة جريئة نحو مستقبل النقل الجوي الحضري، أجرت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا اختبارًا حقيقيًا لسقوط سيارة أجرة طائرة بالحجم الكامل من ارتفاع بلغ 35 قدمًا (حوالي 10 أمتار)، بهدف تقييم مدى سلامة هذه المركبات الكهربائية الجديدة التي يُعوّل عليها في إحداث ثورة تنقل في المدن.
أُجري هذا الاختبار داخل مركز أبحاث لانغلي التابع لناسا في ولاية فيرجينيا، حيث قام الباحثون برفع الهيكل الكامل للمركبة، الذي يحاكي التصميم الفعلي لسيارات الأجرة الطائرة المستقبلية، بواسطة كابلات متينة، ثم تركه يسقط حرًا بسرعة تحاكي اصطدامًا واقعيًا.
تقنية متقدمة للاختبار
تضمن الاختبار زاوية انحراف 10 درجات أثناء السقوط، وهو أحد المعايير الصارمة التي تفرضها إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية (FAA) لاعتماد المركبات الجوية من نوع eVTOL (الإقلاع والهبوط العمودي)، كما تمت إضافة كتلة تحاكي وزن البطاريات أسفل الأرضية لتقييم مدى قدرة الهيكل على حماية المكونات الداخلية والركاب في حال حدوث تصادم.
نتائج مُبشرة بالثقة
بحسب ما نقلته صحيفة Daily Mail البريطانية، أظهرت النتائج أن الهيكل تحمل الاصطدام كما كان متوقعًا، حيث تطابقت النتائج مع النماذج الحاسوبية التي أجريت مسبقًا، هذا يؤكد دقة التصميمات الهندسية ويعزز ثقة المصنعين في جدوى التكنولوجيا المستخدمة.
مواد خفيفة ومبتكرة
تُصنّع سيارات الأجرة الطائرة من مواد خفيفة الوزن متطورة تختلف عن تلك المستخدمة في الطائرات التقليدية، ويساعد فهم سلوك هذه المواد عند الاصطدام في تطوير هياكل أقوى وأكثر مرونة، ما يزيد من فرص اعتماد هذه المركبات في بيئات حضرية مكتظة.
دعم الصناعة
لا تقتصر أهمية هذا الاختبار على تقييم الأمان فقط، بل يُعد خطوة حاسمة في صياغة معايير السلامة المستقبلية للمركبات الجوية، بالتعاون مع المصنعين والجهات التنظيمية، كما تسهم هذه البيانات في تسريع عملية الترخيص التجاري لهذه التكنولوجيا.
خطوة نحو المستقبل
يأتي هذا الاختبار ضمن برنامج المركبات الجوية المتقدمة التابع لناسا، والذي يندرج تحت مهمة التنقل الجوي المتقدم (AAM)، وهو مشروع يهدف إلى دمج سيارات الأجرة الطائرة ضمن منظومة النقل اليومية، لتكون وسيلة آمنة وسريعة ومتكاملة في المدن المزدحمة والمناطق النائية.
مستقبل واعد للنقل الجوي
تؤكد ناسا أن هذه التجارب تضع الأساس لمستقبل يعتمد على سيارات أجرة طائرة آمنة وفعالة، فهي لا تمثل مجرد وسيلة تنقل فاخرة، بل جزءًا حيويًا من البنية التحتية الذكية للنقل الحضري المستدام.