في الوقت الذي تتجه فيه دول العالم إلى تسريع الانتقال نحو المركبات النظيفة، تواجه الولايات المتحدة تباطؤًا ملحوظًا في مبيعات السيارات الكهربائية، وسط اتهامات مباشرة وغير مباشرة تُوجّه إلى الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، باعتباره أحد أبرز المتسببين في فقدان الزخم داخل السوق الأمريكي.
تسلا تتراجع لأول مرة منذ سنوات
وفقًا لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز في يوليو 2025، فإن شركة تسلا – التي لطالما كانت رمزًا للثورة الكهربائية – سجّلت تراجعًا بنسبة 21% في مبيعاتها داخل كاليفورنيا خلال الربع الثاني من عام 2025، وهو ما انعكس على أداء سوق السيارات الكهربائية بأكمله في البلاد (المصدر).
وأشارت تقارير أخرى إلى أن تركيز إيلون ماسك في السنوات الأخيرة على مشاريعه الأخرى مثل إكس – Twitter سابقًا وشركة xAI، جاء على حساب تطوير منتجات تسلا، خصوصًا في ما يتعلق بالتحديثات البرمجية وخدمة العملاء (Wired).
قرارات ماسك تقود للمجهول
خبراء السوق يؤكدون أن قرارات ماسك الأخيرة – مثل تقليل استثمارات تسلا في بعض طرازات السيارات الكهربائية، وتسريح آلاف الموظفين، وإلغاء بعض المشاريع المتعلقة بالشاحنات الكهربائية – ساهمت بشكل مباشر في إضعاف ثقة المستهلك، خاصة في وقتٍ ألغت فيه الحكومة الفيدرالية الحوافز الضريبية على السيارات الكهربائية، ضمن خطة إدارة ترامب لتقليص الإنفاق العام (Axios).
ماسك يخسر القيادة
لطالما كان إيلون ماسك يُعتبر رمزًا عالميًا للتحول نحو النقل النظيف، إلا أن تغير أولوياته وإدارته المثيرة للجدل لشركة تسلا أدّيا إلى تراجع مكانة الشركة في السوق، ما سمح لشركات صينية مثل BYD وشركات أوروبية مثل Volkswagen بتوسيع حضورها في السوق الأمريكي.
بل وذهب بعض المحللين إلى أن ضعف أداء ماسك في الحفاظ على ريادة تسلا قد يُسهم في إخراج الولايات المتحدة من موقع القيادة العالمية في صناعة السيارات الكهربائية، خاصة في ظل المنافسة الشرسة القادمة من الصين وأوروبا.
أين يتجه ماسك الآن؟
في مقابلة أجراها ماسك في يوليو 2025 مع قناة X Spaces التابعة له، قال: “التركيز على الذكاء الاصطناعي والروبوتات جزء من خطة أوسع للمستقبل، وليس انسحابًا من السيارات الكهربائية.”