يشهد شمال العاصمة الرياض نقلة نوعية في البنية التحتية والمشهد الحضري، مع انطلاق مشروع تطوير طريق الأمير فيصل بن بندر، الذي تنفذه أمانة منطقة الرياض كأحد أهم المشاريع الاستراتيجية لتأهيل محاور العاصمة ورفع جودة الحياة فيها. ويُعد الطريق شريانًا مروريًا رئيسيًا يعزز الترابط بين أحياء الشمال ويدعم انسيابية الحركة في واحدة من أكثر مناطق المدينة نموًا.
طريق استراتيجي
يمتد طريق الأمير فيصل بن بندر من تقاطعه مع طريق الملك سلمان جنوبًا إلى خط أنابيب الزيت شمالًا، بطول إجمالي يصل إلى 15.5 كيلومتر. ويتضمن المشروع توسعة الطريق ليشمل ثلاث مسارات رئيسية في كل اتجاه، إضافة إلى مسارات خدمية، ما يسهم في تقليل الازدحام المروري وتسهيل التنقل اليومي لسكان وزوار المنطقة.
تجربة حضرية ذكية
لا تقتصر أعمال المشروع على الجوانب المرورية، بل تتضمن منظومة متكاملة من البنية التحتية والمكونات الذكية، تشمل تنفيذ شبكات تصريف السيول بطول 34 كلم، وإنشاء شبكات ري بطول 67 كلم، بجانب سفلتة أكثر من 550 ألف متر مربع، بالإضافة إلى تركيب 1,848 عمود إنارة LED لتعزيز السلامة والمشهد الليلي، وتوفير 6,863 موقفًا للسيارات و240 موقفًا للدراجات الهوائية، وكذلك زراعة أكثر من 7,000 شجرة و28,000 شجيرة، لتشكيل غابة حضرية تخفف حرارة المدينة وتحسّن جودة الهواء.
أنسنة المدن
يأتي المشروع ضمن مبادرة “أنسنة المدن” التي أطلقتها وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان، والهادفة إلى تحويل الطرق من معابر مرورية إلى مساحات إنسانية نابضة بالحياة. وقد تم في المشروع إنشاء أرصفة عريضة للمشاة، ومسارات مخصصة وآمنة للدراجات، ومقاعد ذكية، ولوحات إرشادية رقمية، بما يعزز الراحة ويشجع على الأنشطة الحضرية اليومية.
رؤية السعودية 2030
يندرج مشروع تطوير طريق الأمير فيصل بن بندر ضمن رؤية المملكة 2030 التي تضع تحسين جودة الحياة في المدن الكبرى على رأس أولوياتها. ويهدف المشروع إلى دعم أنماط الحياة الصحية، وتقليل الاعتماد على المركبات الخاصة، وتوفير بيئة حضرية صديقة للناس والطبيعة.
رمز حضري
بهذا المشروع، يتحول طريق الأمير فيصل بن بندر إلى رمز حضري حديث، يجمع بين الفعالية المرورية والجمال العمراني، ويُشكل نموذجًا يُحتذى به في تصميم البنية التحتية للمدن الذكية والمستدامة داخل المملكة.