أطلق باحثون على الساحل الغربي لإيرلندا طائرات ورقية عملاقة في تجربة مبتكرة لتوليد الكهرباء من الرياح، ضمن مشروع يُعرف باسم “طاقة الرياح المحمولة جوًا”، في خطوة تعكس اتجاهاً عالمياً متزايداً نحو حلول طاقة مرنة وصديقة للبيئة.
طائرات ورقية تولد الكهرباء
وتعتمد التقنية الجديدة على طائرة ورقية مزودة بمولد كهربائي في قاعدتها، ترتفع إلى ارتفاع يبلغ نحو 400 متر قبل أن تهبط إلى 190 مترًا، وتنتج هذه الحركة المتكررة ما يصل إلى 30 كيلو واط/ساعة، تُخزَّن في بطاريات مماثلة لتلك المستخدمة في أنظمة الطاقة الشمسية.
تجربة أيرلندية واعدة
ويمثل الساحل الأيرلندي العاصف بيئة مثالية لتجربة هذا النوع من التكنولوجيا، خصوصاً في ظل سعي الحكومة الأيرلندية إلى تقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري، وتوسيع نطاق مصادر الطاقة المتجددة.
طاقة نظيفة ومتحركة
وتتميّز هذه الطائرات الورقية بسهولة تركيبها خلال 24 ساعة فقط، وقابليتها للنقل إلى أماكن متعددة دون الحاجة إلى البنية التحتية الضخمة المطلوبة في توربينات الرياح التقليدية، ما يجعلها حلاً واعداً في المناطق المعزولة أو ذات التضاريس الصعبة.
وأكد الباحثون أن النظام أظهر كفاءة عالية خلال اختبار سابق في يناير الماضي، تزامنًا مع عاصفة “إيوين”، حيث واصل توليد الكهرباء دون انقطاع رغم الظروف الجوية القاسية.
وعلى الرغم من أن طاقة الرياح تُعد من القطاعات الرئيسية في استراتيجية الطاقة الأيرلندية، إلا أن مشاريع التوربينات لا تزال تواجه تحديات إدارية ومعوقات تتعلق بشبكة الكهرباء. وتسعى الحكومة إلى توليد 20 جيجاواط من طاقة الرياح البحرية بحلول عام 2040، ورفع الإنتاج إلى 37 جيجاواط على الأقل بحلول عام 2050.
وتبرز “طاقة الرياح المحمولة جوًا” كأحد الحلول الممكنة لتجاوز هذه التحديات، وفتح آفاق جديدة لتوليد الطاقة النظيفة في أي مكان تقريبًا