المحتويات
في مفارقة تجمع بين الماضي والمستقبل، عادت سيارة شيفروليه كروز إلى دائرة الضوء، ولكنها لم تعد كما عهدناها على الطرقات، بل عادت في نسخة لا يمكن لمسها أو قيادتها. السيارة التي توقفت عن الإنتاج منذ عام 2019، أصبحت اليوم نموذجًا افتراضيًا ضمن مشروعات الذكاء الاصطناعي والقيادة الذاتية لدى جنرال موتورز، لتؤدي دورًا جديدًا بعيدًا عن الأسواق التقليدية.
من خطوط الإنتاج إلى عالم المحاكاة
لم تعد “كروز” مجرد سيارة سيدان اقتصادية، بل أصبحت جزءًا من منصة رقمية متقدمة طورتها شركة Cruise LLC – التابعة لجنرال موتورز – لاختبار تقنيات القيادة الذاتية. السيارة تُستخدم الآن في بيئات رقمية بالكامل، حيث يتم تدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي على التفاعل مع سيناريوهات المرور المختلفة، دون الحاجة لأي وجود مادي للسيارة.
كيف عادت “كروز”؟
النسخة الجديدة من “كروز” ليست سيارة تقليدية، بل عبارة عن نموذج ثلاثي الأبعاد يعمل داخل بيئات افتراضية مغلقة. يتم استخدامها لاختبار قدرات البرامج على التعامل مع المشاة، الإشارات، المركبات الأخرى، والظروف الجوية المختلفة، ولن يتم طرحها للبيع، بل ستظل حكرًا على معامل التطوير ومراكز الابتكار.
مستقبل بأسماء قديمة
خطوة جنرال موتورز تعكس توجّهًا جديدًا في عالم السيارات، حيث تعود بعض الطرازات القديمة كأدوات رقمية لتطوير تقنيات المستقبل،”كروز” ليست وحدها، بل ربما نرى لاحقًا أسماء مثل “ماليبو”، أو “أوبترا”، تُستخدم داخل محاكيات القيادة الذاتية، دون أن تعود فعليًا إلى خطوط الإنتاج.
من الشعبية إلى الانقراض الرقمي
أُطلقت “شيفروليه كروز” لأول مرة في عام 2008، ولاقت نجاحًا كبيرًا في الأسواق العالمية بفضل سعرها المناسب وكفاءتها، لكنها سرعان ما خرجت من المنافسة أمام تصاعد الطلب على سيارات SUV، ومع إيقاف إنتاجها عام 2019، ظن الجميع أن “كروز” طُويت صفحتها، لكنها عادت اليوم كذكرى تقنية، لا كسيارة على الأرض.