المحتويات
بينما يحتفل العالم في 30 يوليو بـ اليوم العالمي للصداقة، بدأت نقاشات واسعة تدور حول معنى الصداقة الحقيقي في عصر يزداد فيه حضور الذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية.
وفي الوقت الذي يروّج فيه البعض لفكرة أن الذكاء الاصطناعي قد يساعد في تقليل الشعور بالوحدة، يتساءل آخرون هل يمكن حقًا أن يستبدل الإنسان أصدقاءه بتطبيقات أو شخصيات افتراضية؟
زوكربيرغ الذكاء الاصطناعي قد يسدّ فجوة العلاقات
في مقابلة بودكاست أُجريت مؤخرًا، تحدث مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، عن الدور الجديد الذي يمكن أن يلعبه الذكاء الاصطناعي في حياة من يعانون من الوحدة.
وأشار إلى أن الإنسان العادي لديه ثلاثة أصدقاء مقربين، لكنه يشعر بحاجة لأكثر من ذلك. وهنا، بحسب رأيه، يمكن أن تكون “الصداقة الافتراضية” وسيلة لتلبية هذا النقص.
علماء النفس: الروابط الإنسانية لا تُستبدل
لكن على الجانب الآخر، يرى متخصصون في علم النفس أن هذه الفكرة مبالغ فيها وخطيرة في بعض الأحيان. يقول البروفيسور عمري جيلاث، أستاذ علم النفس بجامعة كانساس، إن الأبحاث لا تدعم فكرة أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحل محل العلاقات البشرية العميقة.
صحيح أن التفاعل مع “شخصيات رقمية” قد يوفر دعمًا مؤقتًا، لكنه لا يمكن أن يعوّض الدفء العاطفي، والتجارب المشتركة، والارتباط الحقيقي الذي تمنحه الصداقات الواقعية.
التكنولوجيا قد تُسلي.. لكنها لا تُعانق
الفرق الجوهري الذي يؤكده الخبراء هو أن الذكاء الاصطناعي لا يشعر ولا يتفاعل بصدق.
لا يمكنه أن يعرّفك بأصدقاء جدد، أو يشاركك لحظة حقيقية، أو يقدّم عناقًا صادقًا في وقت تحتاج فيه إلى دعم. بل إن بعض الدراسات تشير إلى أن الإفراط في الاعتماد على “أصدقاء افتراضيين” قد يؤدي إلى زيادة مشاعر القلق والوحدة، خاصة لدى المراهقين الذين ما زالوا في طور بناء مهاراتهم الاجتماعية.
هل نُقصي الذكاء الاصطناعي تمامًا؟
لا يمكن إقصاء الذكاء الاصطناعي تماما، ولكن قد يكون من المفيد أن نتعامل مع الذكاء الاصطناعي كوسيلة مساعدة، لكن ليس كبديل عن العلاقات الحقيقية.
استخدامه للتسلية أو لتنظيم الوقت أو حتى كأداة للتأمل قد يكون مفيدًا، لكن العلاقات القوية تُبنى في الواقع، لا على الشاشات.