المحتويات
في كل عام، يحتفل العالم بـ اليوم العالمي للصداقة في 30 يوليو، كفرصة للامتنان للعلاقات التي تُضفي دفئًا على أيامنا. لكن هل تعلمين أن هذه الصداقات قد تكون مفتاحًا فعليًا لحياة أطول وصحة أفضل؟
ليست مجرد مشاعر جميلة أو لحظات سعيدة، بل هناك علم حقيقي يقف خلف أهمية الصداقات وتأثيرها العميق على الصحة الجسدية والعقلية.
الصداقة والرفاهية.. علاقة أقوى مما نظن
كشفت دراسات حديثة أن علاقاتنا الاجتماعية قد تؤثر على صحتنا بقدر ما تفعل الرياضة أو النوم الجيد. فالأشخاص الذين يعيشون ضمن شبكات دعم قوية، يتمتعون بنسب أقل في الإصابة بأمراض القلب، ويملكون جهازًا مناعيًا أكثر مرونة، بل وتقلّ لديهم معدلات الوفاة المبكرة مقارنة بمن يشعرون بالوحدة.
منظمة الصحة العالمية نفسها وصفت الروابط الاجتماعية بأنها “أولوية صحية عالمية”، بعد أن أثبتت الأبحاث أن قوة العلاقة مع المحيطين بنا تساهم في تقليل التوتر، تحسين جودة النوم، وحتى زيادة التفاعل الإيجابي مع الحياة اليومية.
رحلة علمية بدأت في الستينيات
في واحدة من أضخم الدراسات الصحية التي بدأت في كاليفورنيا، تابع الباحثون آلاف الأشخاص لعقود، ووجدوا أن أولئك الذين يتمتعون بعلاقات اجتماعية غنية كانوا أقل عرضة للوفاة بنحو 50% مقارنةً بغيرهم، حتى بعد استبعاد عوامل مثل التدخين أو النظام الغذائي أو الرياضة.
الأمر اللافت، لم تكن الصداقات القوية فقط هي المفيدة، بل حتى العلاقات العابرة – مثل جارك الذي تلقي عليه التحية، أو زميلك في النادي – كانت كافية لتخفيف الشعور بالعزلة وتعزيز الإحساس بالانتماء.
الصداقة ليست رفاهية.. بل “علاج” يومي
قد نعتقد أن الصحة ترتبط فقط بالأكل الصحي وممارسة الرياضة، لكن العلم يؤكد أن التواصل الإنساني لا يقلّ أهمية. في زمن يسوده التواصل الرقمي، من المهم أن نستثمر في علاقات حقيقية وصادقة، وأن نمنح الوقت والطاقة للأشخاص الذين يشعروننا بأننا لسنا وحدنا.