تراجعت مبيعات السيارات الجديدة في أوروبا خلال شهر يونيو 2025 بنسبة 5.1%، لتسجل أدنى أداء شهري منذ أغسطس 2023، بحسب التقرير الصادر عن رابطة مصنّعي السيارات الأوروبية (ACEA).
وأشارت البيانات إلى أن عدد المركبات المسجلة بلغ نحو 1.24 مليون سيارة جديدة فقط، مقارنةً بـ1.31 مليون في الشهر نفسه من العام الماضي، في ظل تباطؤ نمو الطلب على السيارات الكهربائية.
السيارات الكهربائية في مأزق
وأوضحت رابطة ACEA أن قطاع السيارات الكهربائية يعاني من تباطؤ ملحوظ في المبيعات داخل الأسواق الأوروبية، وهو ما يهدد أهداف الاتحاد الأوروبي الخاصة بالتحول إلى التنقل المستدام.
وأرجعت الرابطة هذا التباطؤ إلى عدة عوامل، أبرزها ارتفاع الأسعار، وضعف البنية التحتية لشحن المركبات، وحذر المستهلكين من اقتناء هذه الفئة بسبب محدودية المدى وسوء التغطية في بعض المناطق.
دعوات لتحفيز الطلب
طالبت الرابطة الحكومات الأوروبية بتكثيف جهودها لدعم المستهلكين وتشجيعهم على شراء السيارات الكهربائية، وذلك من خلال برامج الحوافز المالية وتوسيع نطاق نقاط الشحن.
وأكدت أن تحفيز الطلب يعد عاملاً أساسيًا لتسريع التحول نحو المركبات عديمة الانبعاثات، خصوصًا في ظل تصاعد المنافسة الصينية في هذا القطاع.
منافسة شرسة
رغم التحديات، أعلنت شركة رينو الفرنسية أنها تمكنت من بيع نحو 1.17 مليون سيارة خلال النصف الأول من عام 2025، بزيادة طفيفة عن العام السابق.
لكن محللين في القطاع أكدوا أن الشركات الأوروبية، وعلى رأسها رينو وفولكسفاجن وبيجو، تواجه منافسة متزايدة من الشركات الصينية التي تقدم طرازات كهربائية بأسعار أرخص وبمواصفات تكنولوجية متقدمة.
الحلقة الأضعف
يُعد نقص محطات الشحن أحد أبرز العوائق أمام توسّع السيارات الكهربائية في أوروبا، فعلى الرغم من الأهداف الطموحة التي وضعها الاتحاد الأوروبي لخفض الانبعاثات، فإن البنية التحتية لا تزال غير كافية لتلبية الطلب المتوقع على المركبات الكهربائية في السنوات المقبلة.
توقعات السوق
يتوقع خبراء السيارات أن تظل مبيعات السيارات الجديدة في أوروبا تحت الضغط خلال الربع الثالث من العام، ما لم تتخذ الحكومات خطوات سريعة لتعزيز الطلب، خصوصًا في فئة المركبات الكهربائية.
وفي المقابل، يتواصل الطلب على السيارات ذات المحركات التقليدية، لكن بوتيرة أبطأ، بسبب التشريعات البيئية وارتفاع أسعار الوقود.