أعلن وزير الاستثمار السعودي المهندس خالد الفالح أن انطلاقة الاستثمار السعودي في سوريا أصبحت أمرًا واقعًا، مشددًا على أن هذه المسيرة “لن تتوقف”، في ظل رؤية المملكة لسوريا كشريك استراتيجي طويل الأمد.
الاستثمار السعودي في سوريا
جاء ذلك خلال تصريحات الفالح في منتدى الاستثمار السعودي السوري، الذي عُقد في العاصمة دمشق، بحضور مسؤولين من الجانبين، ومشاركة أكثر من 120 مستثمرًا سعوديًا، وعدد من رجال الأعمال والجهات الحكومية السورية.
استثمار مدروس في البنية التحتية
وأوضح الفالح أن وزارة الاستثمار السعودية وضعت خططًا طموحة تتضمن إنشاء ثلاثة مصانع أسمنت سعودية في سوريا خلال الفترة المقبلة، بهدف تعزيز سلاسل الإمداد المحلية، وتحقيق الاكتفاء الذاتي في قطاع مواد البناء، لا سيما مع تزايد الحاجة لمشاريع البنية التحتية في مرحلة ما بعد الحرب.
وأضاف أن هذا التوجه يأتي ضمن رؤية شاملة لدعم إعادة الإعمار والتنمية المستدامة، لافتًا إلى أن المشاريع السعودية ستغطي أيضًا قطاعات الزراعة، والصناعة، والتقنية، والطاقة، وهو ما يندرج ضمن استراتيجية المملكة لدعم استقرار المنطقة ونموها الاقتصادي.
بيئة استثمارية جديدة في سوريا
في سياق متصل، أشاد الفالح بالتغيرات الإدارية والاقتصادية التي شهدتها سوريا مؤخرًا، معتبرًا أن البيئة الاستثمارية السورية أصبحت من بين الأفضل عالميًا في ظل الحكومة الجديدة، مؤكدًا أن هذه التطورات تفتح آفاقًا رحبة لتدفق رؤوس الأموال والمشاريع الدولية.
وأشار إلى أن وزارة الاستثمار السعودية ستسعى لتشجيع المستثمرين الإقليميين والدوليين لدخول السوق السورية، من خلال شراكات استراتيجية واستثمارات نوعية في مشاريع حيوية.
علاقات تاريخية.. وشراكة مستقبلية
وأكد الفالح أن العلاقات بين السعودية وسوريا متجذّرة تاريخيًا، وليست وليدة اللحظة، مضيفًا أن المرحلة الحالية تمثل فرصة لإعادة بناء هذه العلاقات على أسس اقتصادية قوية، تستند إلى الروابط الإنسانية والحضارية العميقة التي تربط الشعبين.
وقال:
“سوريا تمتلك مقومات استثنائية تجعلها شريكًا استراتيجيًا في التنمية. نحن لا نبني فقط على علاقات الماضي، بل نؤسس لمستقبل مشترك يعمّق التعاون بين البلدين في شتى المجالات”.