شهدت سوق السيارات الأوروبية تحولًا ملحوظًا نحو الكهرباء، حيث تجاوزت السيارات الكهربائية بالكامل حاجز 15.6% من إجمالي مبيعات السيارات الجديدة في دول الاتحاد الأوروبي خلال النصف الأول من عام 2025، وفقًا لتقرير صادر عن رابطة مصنّعي السيارات الأوروبيين (ACEA).
أوروبا تسرّع التحول نحو الكهرباء
خلال الفترة الممتدة بين يناير ويونيو 2025، تم بيع نحو 5.58 ملايين سيارة ركاب جديدة داخل الاتحاد الأوروبي، بانخفاض طفيف قدره 1.9% مقارنة بنفس الفترة من عام 2024. من بين هذه السيارات، بلغ عدد السيارات الكهربائية الخالصة 869,271 مركبة، مسجلة زيادة سنوية قدرها 8%، ما أدى إلى ارتفاع حصتها السوقية من 12.5% إلى 15.6%.
ووفق البيانات، احتلت السيارات الهجينة التقليدية النسبة الأكبر من المبيعات بـ 34.8%، تليها السيارات التي تعمل بالبنزين بنسبة تفوق 28%، بينما تراجعت حصة سيارات الديزل إلى نحو 10% فقط، في حين حافظت السيارات الهجينة القابلة للشحن الخارجي (Plug-in) على نسبة 8.4%.
السعودية تخطو بثبات
على الجهة الأخرى، تواصل المملكة العربية السعودية خطواتها النوعية نحو التحول المستدام في قطاع النقل، وذلك ضمن مستهدفات رؤية 2030. وقد شهد النصف الأول من عام 2025 إعلانًا هامًا من وزير النقل والخدمات اللوجستية، المهندس صالح الجاسر، بإطلاق المرحلة التطبيقية الأولى من المركبات ذاتية القيادة داخل المملكة، في خطوة تعزز من اعتماد وسائل النقل النظيفة والذكية.
وتأتي هذه الخطوة بالتعاون مع الهيئة العامة للنقل TGA، حيث تهدف إلى توطين التقنية، وتهيئة البنية التحتية، وتحفيز الابتكار في القطاع اللوجستي والنقل الحضري، تماشيًا مع المستهدفات البيئية وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
مستقبل مشترك
يُعد التقدم الأوروبي في التحول الكهربائي مؤشّرًا عالميًا على تسارع تبنّي حلول النقل الصديقة للبيئة. وبينما تستثمر دول الاتحاد الأوروبي في البنية التحتية ومحطات الشحن، تسير السعودية في الاتجاه ذاته، من خلال دعم مشاريع السيارات الكهربائية، والمركبات ذاتية القيادة، وشبكات النقل العام المستدامة.
وتشير تقارير رسمية إلى أن المملكة تسعى لزيادة نسبة السيارات الكهربائية على الطرقات، لا سيما مع افتتاح مصانع مخصصة مثل مصنع لوسيد في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، وتعاونات دولية لإنتاج سيارات كهربائية محليًا.