المحتويات
في مشهد غير مسبوق منذ أكثر من عقد من الصراع، تحتضنت العاصمة السورية دمشق، اليوم الخميس، فعاليات منتدى الاستثمار السوري – السعودي 2025، بحضور أكثر من 120 مستثمراً ورجال أعمال من المملكة، برئاسة وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح، إيذاناً بمرحلة جديدة عنوانها: الشراكة، الإعمار، والتنمية المستدامة.
منتدى الاستثمار السعودي السوري
كما وصل وفد السعودية ، منذ قليل إلى قصر الشعب في العاصمة السورية دمشق، والذي يُعد خطوة مهمة لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين الشقيقين.
ويترأس الوفد معالي وزير الاستثمار المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح، ويضم أكثر من 150 شخصية من ممثلي القطاعين الحكومي والخاص، إضافة إلى نخبة من رجال الأعمال والمستثمرين السعوديين من مختلف القطاعات الاقتصادية.
يأتي انعقاد المنتدى بتوجيه مباشر من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي يقود رؤية استراتيجية لإعادة ترميم العلاقات العربية مع سوريا، وفتح أبواب الاستثمار في واحدة من أكثر ملفات ما بعد الصراع تعقيداً في الشرق الأوسط.
شراكة اقتصادية بأبعاد سياسية
منتدى الاستثمار لم يكن مجرد فعالية اقتصادية، بل حمل دلالات سياسية عميقة، أكدت أن السعودية تعود بثقلها إلى الملف السوري، ليس كطرف إقليمي فقط، بل كـ”شريك نهوض”. فمنذ إسقاط نظام بشار الأسد نهاية العام الماضي وتولي الرئيس أحمد الشرع مقاليد الحكم، تعمل المملكة على دعم استقرار سوريا الجديدة، مدفوعةً برؤية تؤمن أن الأمن السياسي يمر عبر الاستقرار الاقتصادي.
وزير الاستثمار السعودي، خالد الفالح، أكد في تصريحاته عقب المنتدى أن “السعودية عازمة على أن تكون شريكاً رئيسياً في إعادة إعمار سوريا”، معلناً عن إطلاق عشرات المشاريع الاستثمارية في قطاعات البناء والطاقة والزراعة والتقنية.
“فيحاء للإسمنت”.. حجر الأساس لاقتصاد جديد
ضمن جدول الزيارة، وضع الوفد السعودي حجر الأساس لمصنع “فيحاء للإسمنت الأبيض” في مدينة عدرا الصناعية بريف دمشق، باستثمار سعودي يُقدّر بـ100 مليون ريال، وبطاقة إنتاجية تصل إلى 150 ألف طن سنوياً، مع توفير أكثر من 1,000 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.
وقال الفالح خلال التدشين:”هذا المشروع هو البداية فقط. هناك عشرات الشركات السعودية المستعدة للعمل فوراً داخل سوريا. نحن لا نوقّع فقط.. نحن نُنجز.”
رفع العقوبات ثمرة دبلوماسية سعودية
الدور السعودي لم يقتصر على الاقتصاد. فخلال الأشهر الماضية، قادت الرياض جهوداً دبلوماسية رفيعة المستوى لإعادة دمج سوريا في النظام الإقليمي والدولي. وتوّجت هذه الجهود بإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، خلال زيارته الأخيرة للرياض، رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية المفروضة على دمشق، بعد مباحثات مباشرة مع ولي العهد السعودي.
إعادة إعمار بـ600 مليار دولار.. وسعودية على رأس الطاولة
تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن تكلفة إعادة الإعمار في سوريا قد تصل إلى 400 مليار دولار، بينما التقديرات الرسمية الجديدة للحكومة السورية ترفع الرقم إلى 600 مليار دولار، نظراً للدمار الهائل الذي خلّفته الحرب التي استمرت أكثر من 14 عاماً.
في هذا السياق، تأتي المشاركة السعودية بوصفها الأكبر والأكثر تأثيراً في إعادة الإعمار، حيث يجري الحديث عن مشاريع ضخمة تشمل:
إعادة تأهيل البنية التحتية والخدمات.
دعم القطاع الصحي والتعليمي.
استثمارات زراعية وتقنية مستدامة.
شراكات مع شركات سورية خاصة.