في تطور لافت يشير إلى حجم الضغوط الاقتصادية والتجارية التي تواجه شركات صناعة السيارات في بريطانيا، أعلنت شركة جاكوار لاند روفر يوم 17 يوليو 2025 عن نيتها إلغاء ما يصل إلى 500 وظيفة إدارية داخل المملكة المتحدة. القرار يأتي كجزء من برنامج طوعي للتسريح، ويستهدف نحو 1.5٪ من القوة العاملة بالشركة، في إطار إعادة هيكلة إدارتها العليا لمواكبة المتغيرات في السوق العالمية.
تراجع المبيعات
وجاء قرار جاكوار لاند روفر عقب تسجيلها انخفاضًا حادًا في مبيعاتها بنسبة 15.1٪ خلال الربع الثاني من عام 2025، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، بحسب ما أوردته صحيفة The Guardian. ويُعزى هذا التراجع إلى التوقف المؤقت لصادرات سيارات الشركة إلى الولايات المتحدة في أبريل 2025، بعد فرض رسوم جمركية بنسبة 25٪ من قبل إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ضمن سياسة “الحماية الاقتصادية” للمنتجات الأميركية.
استئناف التصدير
رغم عودة التصدير في شهر مايو بعد توقيع اتفاق يسمح بتخفيض الرسوم الجمركية إلى 10٪ لأول 100,000 سيارة بريطانية سنويًا، إلا أن الشركة أكدت أن الأثر التجاري لا يزال واضحًا، خاصة في ظل اضطراب سلاسل التوريد وارتفاع تكلفة الإنتاج. وذكرت جاكوار لاند روفر في بيان رسمي أن التقليصات ستُنفّذ عبر برنامج تسريح طوعي يستهدف الكوادر الإدارية، وليس العاملين في خطوط الإنتاج.
إعادة هيكلة
أوضحت الشركة أن هذه الخطوة تأتي ضمن استراتيجية إعادة هيكلة أوسع تهدف إلى تقليص المصاريف الإدارية وتحسين كفاءة الأداء في المرحلة القادمة. وتخطط جاكوار لاند روفر لتحويل تركيزها نحو إنتاج السيارات الكهربائية والاستدامة البيئية بحلول 2030، ضمن خطة طموحة لمجاراة التحولات الجذرية في صناعة السيارات الأوروبية والعالمية.
التوترات الجمركية
يرى محللون اقتصاديون أن التوترات الجمركية بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة في الأشهر الأخيرة أثرت بشكل كبير على شركات التصدير البريطانية، ولا سيما شركات السيارات التي تعتمد على الأسواق الأميركية بشكل كبير. وقد تكون جاكوار لاند روفر أولى الضحايا الكبرى لهذا النزاع، لكن من المتوقع أن تتبعها شركات أخرى إن لم يتم احتواء الأزمة.