في خطوة تعزز من الشراكة والتكامل الاقتصادي بين سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية، أعلنت المهندسة رحمة الريامية – مدير المكتب الفني لوكيل النقل في وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات العمانية – عن اكتمال المرحلة الأولى من مشروع الربط البري بين البلدين، وذلك خلال مشاركتها في برنامج منتدى الوصال صباح اليوم، الموافق 15 يوليو 2025.
نقلة نوعية
وأكدت الريامية أن المشروع يمثل نقلة نوعية في منظومة النقل البري على مستوى دول الخليج، لما له من أثر مباشر في تعزيز حركة التنقل، وتسهيل التبادل التجاري، وفتح آفاق جديدة للاستثمار في القطاع اللوجستي.
طريق الربع الخالي
يرتكز المشروع على إنشاء شبكة طرق استراتيجية تمتد عبر منطقة الربع الخالي، لتربط محافظة الظاهرة في سلطنة عُمان بمناطق متقدمة في شرق المملكة العربية السعودية، وذلك من خلال منفذ عبري العماني ومنفذ الربع الخالي السعودي.
ويمتد الطريق لمسافة تتجاوز 725 كيلومترًا، ويضم عدة تقاطعات ذكية، ومراكز لوجستية، ومحطات للتزود بالخدمات، ومواقع استراحة للركاب والسائقين.
خفض زمن التنق
يُعد هذا الربط البري خطوة محورية نحو تحقيق رؤية عُمان 2040 ورؤية السعودية 2030 من خلال خفض زمن التنقل بين الدولتين إلى أقل من 7 ساعات، وتسهيل حركة الشاحنات والبضائع بين موانئ صلالة والدقم العمانية وموانئ المملكة.
كما يساعد في دعم القطاع السياحي عبر تسهيل الوصول البري للحجاج والمعتمرين والزوار، وتقليل الضغط على المنافذ الحدودية الأخرى في المنطقة الشرقية.
تكامل خليجي يتجاوز الطرق
يأتي هذا الإنجاز ضمن جهود دول مجلس التعاون الخليجي لتكامل شبكات النقل والبنية التحتية، وتحقيق الربط الكامل في مجالات الطاقة، الاتصالات، والسكك الحديدية لاحقًا.
وتستعد سلطنة عمان حاليًا لبدء المرحلة الثانية من المشروع، والتي تتضمن إنشاء مراكز عبور ذكية، وتطوير محطات الخدمة، بالتعاون مع القطاع الخاص والمطورين المحليين.
ماذا بعد المرحلة الأولى؟
وفقًا للمهندسة الريامية، فإن وزارة النقل العمانية ستبدأ قريبًا في ربط الطرق الفرعية والفرص التنموية القريبة من الطريق الجديد، وتهيئة الخدمات اللوجستية على طول الطريق، بجانب دراسة الجدوى لإنشاء مراكز تجارية ومخازن حدودية، كما يجري التنسيق مع الجهات السعودية لإطلاق منطقة اقتصادية مشتركة عند المنفذ الحدودي، تستهدف تنشيط حركة التجارة العابر.