المحتويات
في إنجاز جديد يعكس توجه المملكة نحو تعزيز المحتوى المحلي وتنمية القدرات الوطنية وتوطين صناعة السيارات في السعودية، احتفل صندوق تنمية الموارد البشرية (هدف) بتخريج 252 مواطنًا سعوديًا يمثلون الدفعة الثانية والعشرين من متدربي قطاع السيارات بالتعاون مع المعهد العالي السعودي الياباني للسيارات، وذلك في محافظة جدة.
ويأتي هذا الحدث في سياق الشراكة الإستراتيجية لتأهيل الكفاءات الوطنية للعمل في قطاع صناعة السيارات وخدمات ما بعد البيع، أحد القطاعات المستهدفة في رؤية المملكة 2030.
مؤشرات متصاعدة
يشهد قطاع صناعة السيارات في السعودية نموًا متسارعًا في ظل سياسات حكومية واضحة تستهدف تحويل المملكة إلى مركز إقليمي لصناعة وتجميع السيارات في الشرق الأوسط.
وفي هذا الإطار، كشفت وزارة الصناعة والثروة المعدنية في تقريرها السنوي لعام 2024 أن عدد المصانع العاملة في قطاع صناعة السيارات وقطع الغيار بلغ 48 مصنعًا مرخصًا حتى نهاية 2024.
كما بلغ إجمالي الاستثمارات في هذا القطاع تجاوز 9.3 مليار ريال سعودي، في حين تقدر نسبة التوطين في المصانع تجاوزت 32% خلال عام 2023، وسط خطط لرفعها إلى 50% بحلول 2026.
ركيزة أساسية
كما أشار برنامج “صنع في السعودية” إلى أن هذا قطاع السيارات بات يشكّل ركيزة أساسية ضمن المبادرات الصناعية الوطنية، إذ يجري العمل على تعزيز سلاسل الإمداد المحلية وتوطين مكونات السيارات مثل البطاريات، وأنظمة التبريد، والأنظمة الكهربائية.
تأهيل أكثر من ألفين شاب
أكد صندوق تنمية الموارد البشرية “هدف” أن هذا التعاون مع شركاء التدريب التقني يأتي ضمن استراتيجية تمكين القوى الوطنية ودعم القطاعات ذات الأولوية.
وبحسب الصندوق، فقد أسهم في تدريب وتأهيل أكثر من 2000 متدرب سعودي خلال السنوات القليلة الماضية في مجالات ميكانيكا السيارات، الكهرباء، صيانة المحركات، وخدمات ما بعد البيع، بالشراكة مع منشآت تدريب وطنية وجهات دولية.
استثمارات استراتيجية
ضمن مساعي السعودية لتوطين الصناعة، تم الإعلان عن عدة مشاريع ضخمة مع شركات عالمية، منها شركة “لوسيد موتورز” الأمريكية: افتتحت أول مصنع لها خارج الولايات المتحدة في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، بطاقة إنتاجية تصل إلى 150,000 سيارة سنويًا.
هذا إلى جانب شركة “سير” السعودية (أول علامة محلية للسيارات الكهربائية)، التي بدأت أعمال البناء لمصنعها في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، ومن المتوقع أن يُنتج المصنع 170,000 سيارة سنويًا بحلول 2030، ويوفر أكثر من 30 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة.
بالإضافة إلى شركة هيونداي الكورية: أعلنت عن تأسيس مصنع مشترك مع صندوق الاستثمارات العامة لإنتاج سيارات كهربائية وتقليدية داخل المملكة، بطاقة إنتاجية أولية 50 ألف سيارة سنويًا.
صناعة السيارات في رؤية 2030
تُعد صناعة السيارات أحد القطاعات الرئيسية ضمن برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية (ندلب)، حيث تسعى المملكة إلى توطين 40% من قيمة السيارات المصنعة في السعودية بحلول 2030.
وكذلك العمل على جذب استثمارات صناعية نوعية في مجال الابتكار والنقل الذكي، بالإضافة إلى توفير عشرات الآلاف من الوظائف النوعية للسعوديين من خلال التصنيع، البحث والتطوير، والخدمات المساندة.