في قاعة فخمة بمدينة جنيف السويسرية، وأمام ممثلي منظمات دولية وخبراء تقنية من أنحاء العالم، صعد وفد جامعة نجران ممثلًا بكلية الطب، لتسلّم تكريم رفيع المستوى ضمن القمة العالمية لمجتمع المعلومات (WSIS)، بعد أن خطف مشروعهم “روبوت التوحد” الأنظار، ودخل قائمة أفضل 20 مشروعًا عالميًا في الصحة الإلكترونية.
روبوت الأمل
ما بدا لحظة تتويج رسمية على المسرح، كان في الواقع تتويجًا لسنوات من العمل البحثي الذي قاده الدكتور حسين آل عماد وفريقه، بهدف الوصول إلى حل ملموس لأحد أكثر التحديات الاجتماعية والإنسانية حساسية: دعم الأطفال المصابين بالتوحد.
“بدأ كل شيء بسؤال بسيط: كيف يمكن للتقنية أن تكون صوتًا للأطفال الذين لا يستطيعون التعبير عن أنفسهم؟”، بهذه الكلمات استرجع الدكتور حسين لحظة انطلاق المشروع، الذي استخدم الذكاء الاصطناعي والتفاعل الذكي لتطوير روبوت قادر على تعزيز مهارات التواصل، التنظيم العاطفي، والوظائف التنفيذية للأطفال المصابين بالتوحد.
إداة علاجية وتربوية تساعد الطفل
الروبوت ليس مجرد آلة ناطقة أو لعبة ذكية، بل أداة علاجية وتربوية تساعد الطفل على اكتشاف العالم، وتنمية سلوكياته، والتفاعل بأمان مع محيطه. عبر جلسات تفاعلية، يستطيع الروبوت تحليل ردود أفعال الطفل وتقديم محفزات أو تهدئة، حسب الحاجة.
ويُعد المشروع نقلة نوعية في مجال الصحة الإلكترونية (E-health)، لما له من أثر مباشر على جودة حياة الأطفال وأسرهم، خاصة في المناطق التي تفتقر إلى أخصائيي التوحد أو برامج التأهيل المتقدمة.
ولم يمر المشروع دون أن يلفت نظر الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU)، الذي رشحه رسميًا ضمن قائمة المشاريع المتميزة عالميًا، لما له من دور بارز في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتطويع التقنية لخدمة الفئات الأكثر احتياجًا.
أهداف التنمية المستدامة
اليوم، يشعر فريق العمل في جامعة نجران، أن التتويج في جنيف ليس النهاية، بل بداية لمرحلة جديدة، حيث يسعون إلى توسيع نطاق التطبيق داخل المملكة وخارجها، ليصبح “روبوت الأمل” رفيقًا للأطفال، وسندًا للأهالي، ودليلًا على أن الابتكار السعودي قادر على إحداث فرق عالمي.