تمكن فريق طبي متخصص في مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالصحافة من إنقاذ حياة طفل يبلغ من العمر 8 سنوات، ابتلع 10 كرات مغناطيسية دائرية أثناء اللعب بها، مما تسبب له في تلف شديد في جدار المعدة والقولون.
مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالصحافة
وقال د. عبدالله عبدالدائم، استشاري جراحة الأطفال وحديثي الولادة ورئيس الفريق الطبي المعالج، إن الطفل تم نقله إلى المستشفى وهو يعاني من آلام حادة في البطن مع نوبات متكررة من القيء، وكان في حالة إعياء شديدة.
التشخيص والعلاج السريع
أوضح د. عبدالدائم أنه فور وصول الطفل إلى المستشفى، تم إجراء عدة فحوصات دقيقة، بما في ذلك أشعة سينية (X-ray) و تصوير مقطعي محوسب (CT-scan)، حيث أظهرت الفحوصات أن الطفل قد ابتلع 10 كرات مغناطيسية، وتسببت خاصية التجاذب والتنافر بين الكرات في حدوث تلف وثقوب في جدار المعدة والقولون.
وأشار إلى أن الكرات المغناطيسية تفاعلت بشكل خطير داخل الجهاز الهضمي للطفل، ما أدى إلى انسداد الأمعاء وتمزق الأنسجة الداخلية. وفي ضوء هذه النتائج، قرر الفريق الطبي اتخاذ إجراءات علاجية فورية.
عملية جراحية ناجحة
قام الفريق الطبي بإجراء عملية عاجلة باستخدام المنظار الجراحي لإزالة الكرات المغناطيسية، حيث تم معالجة الثقوب الناتجة عن التجاذب المغناطيسي، وكذلك استئصال الأجزاء التالفة من الأمعاء الدقيقة، ثم إعادة توصيل الأجزاء السليمة عبر فتحة جراحية صغيرة. استمرت العملية لمدة 4 ساعات، وانتهت بنجاح تام ودون أي مضاعفات.
الشفاء والتعافي
بعد العملية، تم نقل الطفل إلى العناية المركزة حيث أمضى 48 ساعة تحت المراقبة الطبية الدقيقة. بفضل الرعاية الطبية المتخصصة، تحسنت حالته الصحية بشكل ملحوظ، وبدأ في تناول الطعام بشكل تدريجي. وبعد 5 أيام من العلاج المكثف، غادر المستشفى بصحة ممتازة، واستعاد نمط حياته الطبيعي.
تحذير للأسر
في ختام حديثه، حذر د. عبدالله عبدالدائم الأسر من خطر كرات المغناطيس الصغيرة التي تُستخدم في بعض الألعاب. وأكد أن هذه الكرات يمكن أن تشكل خطرًا بالغًا على الأطفال، حيث قد يبتلع الطفل أكثر من قطعة منها، ما يؤدي إلى التصاق الكرات ببعضها داخل الأمعاء مسببة انسدادًا أو ثقوبًا قد تهدد الحياة.
وشدد على ضرورة تجنب اقتناء الألعاب التي تحتوي على أجسام مغناطيسية قابلة للبلع، خاصة في المنازل التي تحتوي على أطفال صغار، ونصح الأسر بضرورة نقل مثل هذه الحالات إلى مستشفيات متخصصة تضم إمكانات طبية عالية وكوادر مؤهلة.