رغم الراحة التي توفرها الطائرات الحديثة، إلا أن الرحلات الطويلة قد تحمل مخاطر خفية تهدد صحة المسافرين، أبرزها جلطات الساق الناتجة عن الجلوس لفترات طويلة دون حركة.
تُعد هذه الحالة من المضاعفات الشائعة في الرحلات التي تتجاوز خمس ساعات، خصوصًا لدى بعض الفئات التي تعاني من عوامل صحية أو وراثية تزيد من احتمالية الإصابة.
ما الذي يحدث داخل الجسم أثناء الرحلة؟
عند الجلوس لساعات متواصلة في مقعد الطائرة، يتباطأ تدفّق الدم في الأوردة العميقة، خصوصًا في الجزء السفلي من الساقين. غياب الحركة وعدم انقباض عضلات الساق يؤديان إلى ركود الدم، وهو بيئة مثالية لتكوّن الجلطات.
ورغم أن الجسم يستطيع عادة التعامل مع هذه الحالة، إلا أن بعض العوامل قد تُسرّع التجلط وتحوّله إلى خطر حقيقي.
من الأكثر عرضة للإصابة؟
لا تقتصر الجلطات على كبار السن أو أصحاب الأمراض، بل يمكن أن تصيب أي مسافر، خصوصًا في الحالات التالية:
ـ السفر لساعات دون حركة
ـ وجود تاريخ عائلي مع التجلط
ـ تناول حبوب منع الحمل
ـ الإصابة السابقة بجلطات
ـ بعض أمراض المناعة أو الأورام
ـ الجفاف أو قلة شرب الماء خلال الرحلة
أعراض لا يجب تجاهلها بعد الوصول
في بعض الحالات، لا تظهر الأعراض إلا بعد انتهاء الرحلة. ومن أبرز العلامات التي تشير لاحتمال الإصابة بجلطة:
ـ تورم في الساق (غالبًا ساق واحدة)
ـ شعور بثقل أو ألم في الساق عند الحركة
ـ احمرار الجلد أو دفء غير معتاد في منطقة التورم
إذا ظهرت هذه الأعراض، يُنصح بمراجعة الطبيب فورًا، حيث إن إهمال الجلطة قد يؤدي إلى انتقالها إلى الرئتين، ما يُعرف بالانصمام الرئوي، وهي حالة طارئة وخطيرة.
خطوات بسيطة تحميك
للوقاية من جلطات الساق خلال السفر، يمكن اتباع مجموعة من العادات البسيطة لكنها فعالة:
ـ التحرك داخل الطائرة كل ساعة إلى ساعتين
ـ أداء تمارين بسيطة للساق أثناء الجلوس، مثل تحريك القدمين بشكل دائري أو رفع الكعبين
ـ شرب الماء بانتظام وتجنب المشروبات الغازية أو الكافيين الزائد
ـ ارتداء ملابس مريحة غير ضيقة
ـ التفكير في استخدام الجوارب الضاغطة في الرحلات الطويلة
ـ تجنب النوم لساعات متواصلة دون تغيير وضعية الجلوس