المحتويات
يشهد قطاع السياحة في المملكة العربية السعودية تطورًا متسارعًا، انعكس على ارتفاع معدلات إشغال الفنادق وزيادة الإقبال على مرافق الإقامة المختلفة. ووفقًا لبيانات رسمية حديثة، فقد بلغ متوسط إشغال الغرف الفندقية خلال الربع الأول من عام 2025 نحو 63%، بزيادة تُقدّر بـ2.1% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
في المقابل، انخفض معدل الإشغال في الشقق الفندقية إلى نحو 50.7%، في ظل تحولات يشهدها السوق السياحي تتعلق بالأسعار ومتوسط الإقامة وأنماط الطلب.
توجه متزايد نحو السياحة الترفيهية والثقافية
يعزى هذا النمو إلى تنامي الطلب على السعودية كوجهة سياحية مفضلة، خاصة في ظل التحسينات المستمرة في البنية التحتية وتنوّع البرامج السياحية. وبرزت حجوزات الفنادق كخيار مفضل، خاصة من الزوار القادمين من دول الخليج وآسيا، والذين يتنوع حضورهم بين السياحة الترفيهية، والفعاليات، ورحلات الأعمال.
التوطين في قطاع السياحة.. أرقام تتقدم
التوسع في نشاطات السياحة أسهم في خلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، وسط توجه لتعزيز معدلات التوطين. وتشير المؤشرات إلى أن نسبة السعوديين في المناصب الإدارية تجاوزت 48% في بعض الشركات السياحية، مع خطط لرفع هذه النسبة خلال الفترات القادمة.
وتتواصل جهود التدريب والتأهيل المهني، من خلال التعاون مع معاهد متخصصة في السياحة والضيافة، بهدف رفع كفاءة الكوادر الوطنية وتمكينها من قيادة القطاع في المستقبل.
التقنية والضيافة.. استثمار في المستقبل
في ظل التحول الرقمي الذي تشهده المملكة، ظهرت منصات إلكترونية متخصصة في تأجير الوحدات السياحية، توفر حلولًا مبتكرة تواكب متطلبات السوق، من خلال الدفع الآمن والشفافية في عرض الأسعار والخدمات.
وقد أدى الاستثمار في هذه التطبيقات إلى زيادة واضحة في الحجوزات، خصوصًا من الزوار القادمين من مختلف المناطق، ما يعكس تغيرًا في خريطة الطلب السياحي وتنوع الوجهات على مدار العام.
تغيرات في الأسعار ومتوسط الإقامة
تُظهر الأرقام الحديثة أن متوسط السعر اليومي للغرف الفندقية تراجع بنسبة 3.4% ليصل إلى نحو 477 ريالًا، بينما شهدت الشقق الفندقية ارتفاعًا في الأسعار بنسبة 7.2% لتصل إلى 209 ريالات لليلة الواحدة. هذا التباين يشير إلى تغيرات في التفضيلات بين فئات الزوار والفئات المستهدفة.
أما عن متوسط الإقامة، فقد استقر في الفنادق عند 4.1 ليلة، بينما انخفض في الشقق المخدومة إلى 2.1 ليلة، وهو ما قد يعكس تحوّلات في دوافع الزوار أو اختلاف التركيبة السكانية للمستفيدين من خدمات الإقامة.
قطاع السياحة يعزز سوق العمل
استمرار نمو القطاع انعكس على التوظيف، حيث سجلت الأنشطة السياحية ارتفاعًا بنسبة 4.1% مقارنة بالربع الأول من 2024، ليصل عدد العاملين إلى ما يقارب 983 ألف موظف، من بينهم 234 ألف سعودي، ما يعادل نحو 24.8% من إجمالي القوى العاملة في القطاع.