المحتويات
تبرز منطقة نجران كإحدى أبرز المناطق الزراعية الواعدة في المملكة، مستفيدة من خصائصها المناخية الفريدة، التي تجمع بين الاعتدال الحراري والارتفاع الجغرافي الذي يتجاوز 1200 متر فوق سطح البحر، ما يجعلها بيئة مثالية لإنتاج الفاكهة والخضراوات بجودة عالية وعلى مدار العام.
نجران
وأوضح المهندس مريح الشهراني، مدير عام فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة في نجران، أن المنطقة تحتضن أكثر من 5,000 مزرعة تغطي أكثر من 27 ألف هكتار، وحققت مؤخرًا توسعًا لافتًا في زراعة البُن السعودي، حيث قفز عدد الأشجار المزروعة من 4,000 شجرة في عام 2022 إلى 116,209 شجرة موزعة على 111 مزرعة، ما جعل نجران من أهم مناطق إنتاج البن المختص في المملكة، وتمثيلها في فعاليات دولية مثل مهرجان كوبنهاغن للقهوة المختصة 2024.
وأشار الشهراني إلى أن زراعة العنب تمثل أحد أعمدة النشاط الزراعي في نجران، حيث تتميز أصنافه بنضج مبكر بفارق يصل إلى عشرة أيام عن مناطق أخرى، ما يمنحها ميزة تسويقية تنافسية، إلى جانب تنوع محاصيل الفاكهة الأخرى مثل التين والفراولة والحمضيات، بالإضافة إلى استزراع أنواع جديدة مثل السمسم والاستيفيا والفول.
واحة زراعية صاعدة
وفيما يتعلق بالابتكار، تعتمد نجران أنظمة الزراعة المحمية والحديثة، بما في ذلك الزراعة بدون تربة عبر أنظمة الهيدروبونيك ووسائط زراعية بديلة مثل البيتموس والصوف الصخري، مما يسهم في تقليل استهلاك المياه بنسبة تصل إلى 70% مقارنة بالزراعة التقليدية، ويدعم إنتاجًا مستدامًا للمحاصيل الورقية والخضراوات.
ولم تغفل نجران البعد البيئي، إذ تم إطلاق مبادرات لتحويل المخلفات الزراعية إلى أسمدة عضوية وأعلاف، بهدف تقليل التلوث وتعزيز خصوبة التربة، ما يخدم أهداف الاستدامة الزراعية.
وفي سياق تطوير القطاع الزراعي النوعي، يعمل فرع مركز استدامة في نجران على حماية الأصناف النادرة مثل نخيل المواكيل والبياض، وإدخال محاصيل واعدة مثل المانجو والحمضيات، عبر بنك وراثي متخصص أنتج أكثر من 1.7 مليون شتلة مطعّمة ومقاومة للجفاف والملوحة.
وتعد نجران اليوم نموذجًا زراعيًا متكاملًا في المملكة، يجمع بين الابتكار، والتنوع، والدعم الحكومي، والمناخ الملائم، ما يجعلها وجهة جاذبة للاستثمارات الزراعية المحلية والدولية ذات القيمة الاقتصادية العالية.