أعلنت المملكة العربية السعودية عن ترشحها للاستمرار في عضوية مجلس الاتحاد الدولي للاتصالات، مؤكدة من جديد مكانتها العالمية كلاعب رئيسي في قطاع الاتصالات والتقنية، وسعيها الحثيث لردم الفجوة الرقمية وتعزيز الشمول الرقمي.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها المهندس هيثم العوهلي، محافظ هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية المكلف، ضمن أعمال مجلس الاتحاد الدولي للاتصالات 2025 المنعقدة في مدينة جنيف بسويسرا. وأكد العوهلي التزام المملكة بالتعاون الدولي في سبيل تعزيز الربط الرقمي حول العالم، مشيرًا إلى أهمية تسريع وتيرة إيصال الخدمات الرقمية للمحرومين منها.
وأشار العوهلي إلى أن العالم يشهد حاليًا ربط نحو 200 مليون شخص سنويًا، إلا أن ربط 2.6 مليار شخص ما زالوا خارج نطاق الإنترنت قد يستغرق أكثر من 13 عامًا إذا استمرت الوتيرة الحالية. وشدد على ضرورة ابتكار حلول تكنولوجية وتنظيمية تقلّص هذا الوقت إلى أقل من النصف.
وأوضح أن السعودية تُعد من الدول المتقدمة في تقليص الفجوة الرقمية، حيث انخفضت نسبة عدم التغطية إلى أقل من 1%. كما عملت المملكة على تسخير التقنية لبناء نماذج مبتكرة في مجالات حيوية كالتعليم، والرعاية الصحية، والطاقة، والخدمات الحكومية.
وفي هذا السياق، أطلقت السعودية بالشراكة مع الاتحاد الدولي للاتصالات إطار جاهزية الذكاء الاصطناعي، الذي يركز على تطوير تقنيات شاملة تتمحور حول الإنسان، مع إيلاء اهتمام خاص بتمكين المرأة والشباب في هذا المجال.
وقال العوهلي: “الحل موجود أمامنا، وعلينا العمل الجماعي لبناء نموذج قائم على الشراكة والابتكار يسرّع وتيرة الربط ويحقق شمولًا رقميًا في أقل من خمس سنوات، بما يفتح المجال لفرص اقتصادية واجتماعية أوسع، خاصة في الدول النامية”.
كما استعرض المسؤول السعودي أبرز إنجازات المملكة في مجال تطوير القدرات الرقمية، حيث ارتفع عدد المواهب الرقمية من 150 ألفًا في عام 2018 إلى أكثر من 380 ألفًا في 2024. كما ارتفعت نسبة مشاركة المرأة في قطاع الاتصالات والتقنية من 7% إلى 35%، متجاوزة بذلك المتوسطين العالمي ولمنظمة العشرين.
وأكد العوهلي أن السعودية تبنت نهجًا مبتكرًا في التنظيم الرقمي، مما أهلها لاحتلال المرتبة الثانية عالميًا بين دول مجموعة العشرين في مؤشر التنظيم الرقمي الصادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات. كما أطلقت المملكة برامج دولية تهدف إلى رفع النضج التنظيمي الرقمي في أكثر من 100 دولة.
وتأتي هذه الخطوات في إطار رؤية المملكة 2030 الهادفة إلى تحقيق تحول رقمي شامل ومستدام، وتعزيز حضور المملكة كقوة مؤثرة في صياغة مستقبل التقنية على الصعيد الدولي