المحتويات
في قلب شمال العاصمة السعودية، وعلى مساحة تتجاوز 6 ملايين متر مربع، تستعد الرياض لاستضافة واحد من أهم الأحداث العالمية المرتقبة: معرض إكسبو 2030 الرياض، الذي يُعد تجسيدًا حيًا لرؤية المملكة الطموحة، ويقدّم للعالم منصة فريدة لتلاقي الأفكار، واستكشاف الحلول، وبناء مستقبل أكثر استدامة وتطورًا وشمولًا.
مخطط عمراني متكامل وموقع استراتيجي
تم الكشف رسميًا عن المخطط النهائي لمعرض إكسبو 2030 الرياض، حيث سيتم تطوير منطقة الفعاليات على مساحة تبلغ 2 مليون متر مربع ضمن النطاق الأوسع للموقع.
يمتاز التصميم العمراني للموقع بمراعاته لأعلى معايير الاستدامة، واعتماده على البيئة الطبيعية وسهولة الوصول.
كما يضم أنظمة ذكية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، ويتيح ربطًا مباشرًا بشبكات النقل الحيوية مثل خط قطار الرياض وخطوط الحافلات، بما يعزز تجربة الزوار ويحسن من كفاءة التنقل داخل المدينة.

خمس مناطق رئيسية تمثل جوهر الرؤية
يتكوّن إكسبو 2030 الرياض من خمس مناطق رئيسية تعكس موضوعاته الجوهرية، وذلك بعد الكشف عن المخطط النهائي للمشروع وسيضم:
- منطقة السعودية: لاستعراض التحول الوطني ورؤية المملكة 2030.
- منطقة التعاون الدولي: لتعزيز الشراكات بين الدول والمنظمات.
- منطقة التقنيات المبتكرة: لاستكشاف الذكاء الاصطناعي، التنقل الذكي، والرعاية الصحية المستقبلية.
- منطقة الحلول المستدامة: لعرض الابتكارات التي تضمن مستقبلًا بيئيًا آمنًا.
- منطقة المجتمعات المزدهرة: لعرض مفاهيم التنمية البشرية والتبادل الثقافي والتعليم.
استقطاب عالمي بمشاركة غير مسبوقة
من المتوقع أن يستقطب إكسبو 2030 الرياض أكثر من 195 دولة و29 منظمة دولية، بالإضافة إلى أكثر من 40 مليون زيارة حضورية خلال فترة المعرض من أكتوبر 2030 حتى مارس 2031.
كما يتيح المعرض تجربة افتراضية متكاملة باستخدام تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز، ما يمنح مليار زائر افتراضي حول العالم فرصة التفاعل والمشاركة.
دعم شامل للدول المشاركة
تلتزم المملكة بتوفير الدعم الكامل للدول المشاركة في المعرض، خاصة تلك ذات الموارد المحدودة، من خلال:
- بناء الأجنحة وتصميمها.
- تقديم خدمات لوجستية وتشغيلية متكاملة.
- إتاحة أدوات التخطيط والمشورة الفنية.
- منح فرص الظهور الإعلامي ضمن برامج المعرض الرسمية.
هذه المبادرات تضمن مشاركة عادلة وشاملة لجميع الدول، وتؤكد مكانة إكسبو 2030 الرياض كأحد أكثر نسخ المعرض تنوعًا وشمولًا على الإطلاق.
“رؤية للمستقبل”: شعار إكسبو 2030 يلخص التطلعات
ينعقد المعرض تحت شعار “رؤية للمستقبل”، ويهدف إلى تشجيع الحوار العالمي والتخطيط الاستراتيجي الجماعي لمواجهة التحديات المشتركة، مثل تغير المناخ، الفجوة الرقمية، والأمن الغذائي، وغيرها.
كما يُعتبر إكسبو 2030 الرياض محطة رئيسية في مسار تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، بالتزامن مع اكتمال تنفيذ رؤية السعودية 2030.

إكسبو 2030 إرث مستدام لما بعد المعرض
ما يميز هذا الحدث العالمي ليس فقط ضخامته أو محتواه، بل قدرته على ترك أثر دائم في المدينة والمجتمع. فبعد انتهاء المعرض، سيتم تحويل الموقع إلى “قرية عالمية” دائمة، تحتضن فعاليات ترفيهية وثقافية، إضافة إلى مساحات مجتمعية ومطاعم ومقاهي، لتظل منطقة إكسبو وجهة نابضة بالحياة ومركزًا للإبداع والابتكار على مدار العام.
دعم خطة التحول الحضري للرياض
يتكامل مشروع إكسبو 2030 الرياض مع خطة التحول الحضري الشاملة للعاصمة، التي تُقدر قيمتها بـ175 مليار دولار، وتشمل:
- زراعة 95 مليون شجرة،
- بناء منازل صديقة للبيئة،
- وتطوير بنية تحتية ذكية،
وذلك في انسجام تام مع أهداف التنمية المستدامة (الأهداف 7، 10، و11).
لماذا الرياض؟ ولماذا الآن؟
لم يكن فوز العاصمة السعودية باستضافة المعرض من قبيل الصدفة، بل نتيجة رؤية واضحة وجهود دبلوماسية وتنموية حثيثة.
فقد حصلت الرياض على 119 صوتًا من أصل 165 من أصوات الدول الأعضاء في المكتب الدولي للمعارض خلال تصويت نوفمبر 2023، وهو ما يعكس الثقة الدولية في جاهزية المملكة لتنظيم حدث عالمي بهذا الحجم.
وتُعد الرياض واحدة من أسرع العواصم نموًا في العالم، مع موقع جغرافي استراتيجي يربط بين ثلاث قارات، وبنية تحتية حديثة، واستثمارات طموحة في مختلف القطاعات.
إكسبو 2030 الرياض ليس مجرد معرض عالمي، بل هو رسالة سعودية إلى العالم مفادها أن التغيير ممكن، وأن الحوار والتعاون الدولي هما السبيل لبناء مستقبل أفضل للجميع. ومع مزيج متناغم من الثقافة والتكنولوجيا والضيافة الأصيلة، تستعد الرياض لاستقبال العالم برؤية ملهمة لمستقبل مشرق.

