التقى موقع تفاعل السعودية أحمد عبداللاه فارس متخصص في الشئون الإسرائيلية والعلاقات الدولية للوقوف على آخر تطورات أوضاع الصراع الإيراني الإسرائيلي وكان هذا الحوار:
ما هي السيناريوهات المحتملة لمستقبل المفاوضات بين إيران وأمريكا؟
تعتبر المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة معقدة جدا ومتأثرة بعوامل الحرب الإسرائيلية الإيرانية ويمكن تلخيص السيناريوهات المحتملة في النقاط التالية:
- عدم العودة إلى الاتفاق النووي واستكماله في حالة استمرار الحرب، وهذا السيناريو وارد لكنه يواجه تحديات كبيرة فكلا الجانبين لديهما مصلحة في العودة إلى الاتفاق لخفض التوتر وتجنب التصعيد الشامل
- وفي حال التهدئة فربما يكون هناك اتفاق جزئي أو “تفاهم غير رسمي وهذا السيناريو قد يكون الأكثر واقعية على المدى القصير.
- قد يتوصل الجانبان إلى تفاهمات لخفض التصعيد دون العودة إلى الاتفاق النووي كاملا، وقد يشمل ذلك تجميد إيران لبعض أنشطتها النووية مقابل تخفيف محدود للعقوبات.
- استمرار الوضع الراهن مع فرض العقوبات الأمريكية واستمرار إيران في تطوير برنامجها النووي، مما يزيد من احتمالية التصعيد في المنطقة.
وتقف عوامل فشل جهود الوساطة واستمرار العمليات التي تستهدف المصالح الأمريكية أو الإيرانية في المنطقة، وتأثير الانتخابات في كلا البلدين حائلا أمام تحقيق الاتفاق بين الطرفين، ويزيد ذلك من خطر المواجهة العسكرية، واستمرار الضغط الاقتصادي على إيران، وزعزعة الاستقرار الإقليمي.
5- التصعيد العسكري المحدود أو الواسع وهو السيناريو الأقل تفضيلاً، لكنه يبقى قائماً، خاصة في حال وقوع حادث كبير أو هجوم مباشر على مصالح حيوية لأحد الطرفين.
- هل يمكن أن تستهدف إسرائيل المرشد الأعلى لإيران؟
استهداف إسرائيل للمرشد الأعلى احتمال منخفض جداً على الرغم من العداء الشديد بين إسرائيل وإيران، فإن استهداف المرشد الأعلى لإيران، آية الله علي خامنئي، هو سيناريو يحمل مخاطر هائلة وغير مسبوقة، وسيُعتبر إعلاناً للحرب الشاملة من قبل إيران وسيؤدي إلى رد فعل إيراني قاسٍ وغير متوقع، قد يشمل هجمات صاروخية واسعة النطاق، وتفعيل شامل للوكلاء في المنطقة “حزب الله، الحوثيين، الفصائل العراقية، وغيرها”، وهجمات سيبرانية مكثفة، لأن المرشد الأعلى هو الرمز الديني والسياسي الأسمى للجمهورية الإسلامية.
كما أن استهداف المرشد العام لن يزيل النظام بل قد يوحّد الشعب الإيراني ضده إسرائيل ويزيد من عزيمته.
وأيضا فإن إسرائيل تفضل عمليات الاستهداف المحددة للعقول العلمية أو العسكرية، أو البنية التحتية، أو المخازن، بهدف تعطيل البرنامج النووي أو القدرات العسكرية الإيرانية دون إثارة حرب شاملة. استهداف المرشد يتجاوز هذه الأهداف بكثير.
ما الشخصيات المحتملة لدور المرشد الأعلى إذا تم استهدافه؟
إذا حدث سيناريو غير متوقع وتم استهداف المرشد الأعلى، فإن عملية اختيار المرشد الجديد تتم وفقاً لدستور الجمهورية الإسلامية من قبل “مجلس خبراء القيادة”. هناك عدد من الشخصيات البارزة التي تُذكر غالباً كخلفاء محتملين، ومن أبرزهم:
1- مجتبى خامنئي (ابن المرشد الحالي): على الرغم من عدم وجود منصب رسمي له في التسلسل الهرمي للدولة، إلا أنه يُعتقد أن لديه نفوذاً كبيراً خلف الكواليس. البعض يرى فيه مرشحاً محتملاً، لكن فكرة “الخلافة الأسرية” قد تواجه معارضة.
2- صادق لاريجاني (رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام والرئيس السابق للسلطة القضائية): رجل دين مرموق من عائلة دينية وسياسية نافذة.
3- أحمد خاتمي (عضو مجلس خبراء القيادة وإمام جمعة طهران المؤقت): شخصية محافظة معروفة وذات نفوذ داخل المؤسسة الدينية.
عملية الاختيار ستكون معقدة وتعتمد على موازين القوى داخل المؤسسة الدينية والسياسية، ودعم الحرس الثوري، والظروف السياسية التي تلي الحدث.
هل يمكن أن تستهدف إيران نتنياهو والرئيس الإسرائيلي ورئيس الموساد؟ هل لديهم القدرة على ذلك؟
إمكانية وقدرة إيران على استهداف الشخصيات الإسرائيلية القيادية ضعيفة وهدفها حرب معنوية و تعتبر الشخصيات الإسرائيلية القيادية، وخاصة رئيس الوزراء ورئيس الموساد، أهدافاً مشروعة في سياق الصراع الدائر.
وقد هددت إيران مراراً بالرد على الاغتيالات التي استهدفت علماءها وشخصياتها العسكرية، عبر الوكلاء وهذا هو الأسلوب الأكثر ترجيحا.
إيران لديها شبكة واسعة من الوكلاء في المنطقة “(مثل حزب الله في لبنان، الفصائل الفلسطينية في غزة والضفة الغربية، بعض الميليشيات في سوريا والعراق ويمكن لهؤلاء الوكلاء محاولة تنفيذ عمليات اغتيال داخل إسرائيل أو ضد أهداف إسرائيلية في الخارج.
ومن الممكن أن تحاول إيران، عبر جهازها الاستخباراتي، زرع عملاء أو استخدام شبكات قائمة لتنفيذ عمليات اغتيال مباشرة، ومع ذلك، فإن إسرائيل لديها أجهزة أمنية واستخباراتية قوية جداً، مما يجعل مثل هذه العمليات شديدة الصعوبة وذات مخاطر عالية على المنفذين.
وفي حال التصعيد العسكري الشامل، يمكن لإيران استخدام صواريخها الباليستية لضرب أهداف داخل إسرائيل، بما في ذلك المناطق التي قد يتواجد فيها القادة. ومع ذلك، أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية “القبة الحديدية، مقلاع داوود، آرو حايتس ٣” تقلل من فعالية هذه الهجمات في استهداف شخصيات محددة بدقة عالية.
و يُعتبر رئيس الموساد هدفاً ذا أولوية عالية لإيران، نظراً لدوره في العمليات السرية ضد المصالح الإيرانية.
أما بخصوص ضرب مفاعل ديمونة فيصعب علي الصواريخ الإيرانية الاستهداف المباشر ويحتاج الي عملية مباشرة من وكلاء إيران داخل إسرائيل.