في خطوة مبتكرة نحو تعزيز مستوى الرعاية الصحية لحجاج بيت الله الحرام، بدأت مدينة الملك عبدالله الطبية بمكة المكرمة، عضو تجمع مكة المكرمة الصحي، بتقديم خدمة متابعة صحية عن بُعد باستخدام الساعات الذكية.
تهدف هذه الخدمة إلى متابعة الحالة الصحية للحجاج، خاصة أولئك الذين يتلقون العلاج في مركز الصحة الافتراضي التابع للمدينة الطبية، حيث يتم مراقبتهم عن كثب حتى بعد مغادرتهم الأراضي المقدسة.
مدينة الملك عبدالله الطبية
وتعتبر هذه المبادرة جزءًا من المنظومة الرقمية المتطورة التي تهدف إلى تقديم رعاية طبية متميزة وفعالة في موسم الحج، حيث يمكن للأطباء متابعة حالات المرضى في الوقت الفعلي من خلال بيانات تُرسل من الساعات الذكية، التي تراقب مؤشرات صحية حيوية مثل نبض القلب، ضغط الدم، درجة الحرارة، ونسبة الأوكسجين في الدم.
ساعة ذكية لمتابعة الحالة الصحية للحجاج
وكانت إحدى القصص التي أظهرت أهمية هذا النظام هي حالة أحد الحجاج من جمهورية بنغلاديش. فقد تعرض الحاج لجلطة قلبية حادة أثناء تواجده في مكة المكرمة، ما استدعى تدخلاً طبيًا عاجلًا.
بفضل التدخل السريع في مركز صحة القلب بمدينة الملك عبدالله الطبية، تم إجراء عملية جراحية ناجحة، ومن ثم استُخدمت الساعة الذكية لمراقبة حالته الصحية بشكل مستمر.
كانت هذه المراقبة المستمرة عن بُعد من قبل الفريق الطبي المعني عاملاً رئيسيًا في استقرار حالته الصحية وتمكنه من إتمام مناسك الحج دون أي مشاكل.
وتتيح هذه التقنية المتقدمة للأطباء إمكانية تقديم رعاية مستمرة ودقيقة، ما يقلل من الحاجة إلى زيارات فعلية إلى المستشفى، ويسهم في سرعة استجابة الطاقم الطبي في حالات الطوارئ.
كما أنها تضمن راحة نفسية إضافية للحجاج، حيث تُحافظ على خصوصيتهم، ولا يشعرون بالعزلة أو التميز، خصوصًا في بيئة مثل الحج حيث الكثافة السكانية عالية والضغط النفسي يكون كبيرًا.
يُذكر أن هذه الخدمة تأتي في إطار استراتيجيات وزارة الصحة السعودية للتحول الرقمي في قطاع الرعاية الصحية، والتي تهدف إلى تقديم أفضل مستويات الخدمة للمرضى باستخدام التقنيات الحديثة.
من خلال هذا النموذج، يظهر التكامل المثالي بين الرعاية الطبية والتقنيات الذكية، مما يضمن تقديم رعاية صحية عالية الجودة لحجاج بيت الله الحرام، ويسهم في الحفاظ على صحتهم وسلامتهم حتى بعد مغادرتهم الأراضي المقدسة.
هذه المبادرة تؤكد أن الرعاية الصحية في المستقبل ستعتمد بشكل أكبر على التقنية والابتكار، مما يعزز من قدرات الأنظمة الصحية على التكيف مع التحديات المستقبلية ويوفر حلولًا فعّالة وسريعة للمشاكل الطبية.