مع اقتراب فصل الصيف، يتأهب السعوديون للظاهرة الفلكية المنتظرة سنويًا، حيث يقترب موعد الانقلاب الصيفي الذي سيحدث في 21 يونيو المقبل، وهو اليوم الذي يبلغ فيه النهار ذروته من حيث الطول، ليكون أطول يوم في العام. في المقابل، سيكون الليل هو الأقصر في السنة، وهي ظاهرة فلكية تُسجل سنويًا عند تعامد الشمس على مدار السرطان.
السعودية على موعد مع الانقلاب الصيفي
في حديثه حول هذه الظاهرة، أوضح الدكتور عبدالله المسند، أستاذ المناخ بجامعة القصيم سابقًا، أن الانقلاب الصيفي يعد نقطة تحول في مسار الفصول. ففي هذا اليوم، يبدأ النهار في التوقف عن التمدد، ويبدأ الليل تدريجيًا في استعادة دقائقه المفقودة حتى يصل التساوي بين الليل والنهار في 23 سبتمبر المقبل، الذي يشهد الاعتدال الخريفي.
وأشار المسند إلى أن التغيّرات في طول النهار والليل تعد من أبرز مظاهر التغيرات الفصلية، ولها تأثير واضح على درجات الحرارة وسلوك المناخ، وهذا بدوره يؤثر على حياة الناس اليومية، سواء في مواسم الزراعة أو السفر أو العمل.
أطول نهار وأكثر سطوعًا للشمس
في الوقت الحالي، تمر المملكة بما يُعرف بـ “قمة الإشراق”، حيث يتميز النهار بأطول ساعات سطوع للشمس. هذا يتزامن مع زيادة درجات الحرارة في معظم أنحاء المملكة، وهو أمر تتوقعه الجهات المناخية نتيجة لزيادة السطوع الشمسي في هذه الفترة.
الدكتور المسند قال: “تعتبر هذه المرحلة من السنة فرصة لفهم تأثير الظواهر الفلكية على مناخنا، حيث نشهد أطول ساعات النهار وأكثرها إشراقًا، ما يرفع درجات الحرارة بشكل ملحوظ. في هذه الفترة، تزداد الحاجة إلى أخذ الاحتياطات اللازمة من أجل مواجهة الحرارة.”
التغيّرات المناخية وتأثيراتها على الحياة اليومية
التغيير في طول النهار والليل لا يؤثر فقط على الطقس، بل ينعكس بشكل مباشر على الأنشطة اليومية للسعوديين. ففي موسم الزراعة، يعتبر المزارعون هذه الفترة فرصة مثالية للزراعة، حيث يستفيدون من الأيام الطويلة لزيادة الإنتاج. أما في مجال السفر والعمل، فإن ساعات النهار الطويلة تُحدث تغييرات في مواعيد النشاطات اليومية.
وتزداد الحاجة إلى الوعي بالظروف المناخية في هذا الوقت من العام، خاصة مع تزايد موجات الحرارة التي قد تؤثر على صحة الأفراد. من هنا، تصبح أهمية التخطيط المبكر في الأنشطة اليومية أكثر وضوحًا.
ومع اقتراب موعد الانقلاب الصيفي، تستمر الأبحاث المناخية في المملكة في تقديم معلومات دقيقة حول حركة الشمس والتغيّرات الفلكية، مما يساعد في تحسين فهم التغيرات المناخية. ويتوقع الخبراء أن يستمر تأثير هذه الظاهرة على مدى الأسابيع القادمة حتى يبدأ الليل في استعادة طوله تدريجيًا، ما يعكس التنوع الطبيعي الذي يميز كل فصل.