في خطوةٍ هامة لتعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية بين دول مجلس التعاون الخليجي ودول رابطة الآسيان، شارك الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، وزير الخارجية السعودي، اليوم الثلاثاء، في القمة الثانية بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودول رابطة الآسيان التي تُعقد في العاصمة الماليزية كوالالمبور. القمة التي تجمع بين مجموعتين إقليميتين تؤكد الدور المتزايد للمملكة العربية السعودية على الساحة الدولية كمحرك رئيسي للتعاون المشترك والتنمية المستدامة.
التزام سعودي بتعميق الشراكة الاقتصادية
في كلمته أمام القمة، أشاد الأمير فيصل بن فرحان بالمنجزات المحققة في القمة الأولى التي انعقدت في الرياض عام 2023، مؤكدًا أن المملكة ستواصل دفع عجلة التعاون بين دول مجلس التعاون ودول الآسيان. وقال سموه: “لقد أرسينا في القمة الأولى أسسًا متينة لشراكة طموحة، ويأتي انعقاد هذه القمة الثانية في ماليزيا لتكملة ما بدأناه، وتعزيز التزامنا المشترك في تعزيز التحول الرقمي، وتكامل الأسواق الإقليمية، والاستدامة الاقتصادية.”
وأشار سموه إلى أن المملكة تسعى إلى تعزيز التعاون الاقتصادي، بما يساهم في تسهيل التجارة بين دولنا، مؤكدًا أن حجم التجارة بين المجموعتين شهد نموًا بنسبة 21% من عام 2023 إلى 2024، ليصل إلى 123 مليار دولار، ما يعكس الإمكانات الكبيرة لشراكتهم.
فرص استثمارية وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص
إحدى النقاط البارزة التي تناولها سمو وزير الخارجية هي الفرص الاستثمارية الواعدة التي توفرها العلاقة بين دول مجلس التعاون ودول الآسيان. وأشار إلى المؤتمر الاقتصادي والاستثماري الذي نظمته وزارة الاستثمار السعودية في الرياض في مايو 2024، والذي كان منصة مهمة لتبادل الفرص الاستثمارية بين القطاعات الخاصة في المنطقتين. وأكد سموه على أهمية زيادة مشاركة القطاع الخاص في تحقيق الأهداف المشتركة وتعميق التعاون بين المجموعتين.
السعودية تواصل دعم الاستقرار الإقليمي
تحدث سموه عن التحديات العالمية التي تمر بها المنطقة والعالم، بما في ذلك التغير المناخي، وتقلبات أسواق الطاقة، وأهمية تعزيز الأمن الغذائي والأمن المائي. وأكد أن المملكة تعمل عن كثب مع شركائها في الآسيان لمواجهة هذه التحديات، مشيرًا إلى أن القمة الأولى في الرياض قد أسست لالتزام مشترك في مواجهة هذه القضايا المهمة.
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، جدد سمو وزير الخارجية تأكيد المملكة على دعم حل الدولتين، والذي يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، مؤكدًا ضرورة تضافر الجهود الدولية من أجل تعزيز السلام، ودعم الإغاثة الإنسانية في غزة، والحد من التوترات السياسية في المنطقة.
السعودية قيادة تنموية ومسؤولية دولية
أكد سمو الأمير فيصل بن فرحان على أن المملكة ستواصل دعم المبادرات التي تعزز التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي ودول الآسيان، معربًا عن تفاؤله بمستقبل الشراكة بين الدولتين الذي من شأنه تحقيق التنمية المستدامة والاستقرار الإقليمي.
تعد المملكة العربية السعودية اليوم محركًا أساسيًا في تعزيز التعاون الإقليمي والدولي، وتحقيق التكامل الاقتصادي بين الشرق الأوسط وآسيا، مما يسهم في تعزيز الاستقرار والتنمية على الصعيدين الإقليمي والعالمي.