المحتويات
في خطوة تعكس التقاء التقنية الحديثة مع روحانية المكان، كشفت السلطات السعودية عن “روبوت منارة” داخل المسجد الحرام بمكة المكرمة، في مبادرة جديدة تهدف إلى توظيف الذكاء الاصطناعي لخدمة ضيوف الرحمن وتسهيل رحلتهم الإيمانية.
الروبوت، الذي يعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي، صُمم خصيصًا لتقديم الإرشاد الديني والرد على استفسارات الحجاج والمعتمرين المتعلقة بالأحكام الشرعية، وذلك بعدة لغات. ويأتي المشروع ضمن رؤية المملكة للتحول الرقمي الذكي، واستخدام أحدث وسائل التقنية لخدمة ملايين الزائرين للمسجد الحرام والمسجد النبوي.
إطلاق رسمي برعاية رئاسة شؤون الحرمين
تعتبر المبادرة أطلقها الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، رئيس الشؤون الدينية في الحرمين الشريفين، ضمن خطة شاملة لتحديث الخدمات المقدمة داخل المسجد الحرام.
وتهدف هذه الخطوة إلى تعزيز تجربة الزوار عبر توفير مرجعية فورية موثوقة للإجابة على تساؤلاتهم الدينية، بما يضمن لهم أداء مناسكهم بطمأنينة وسهولة.
“منارة 2”.. جيل جديد من الروبوتات
النسخة الجديدة من الروبوت، التي أُطلق عليها اسم “منارة 2″، تم تفعيلها مؤخراً بعد نجاح النسخة الأولى، لتصبح أداة فاعلة في مساعدة الزوار داخل الحرم المكي. وقد جرى تطوير المشروع بواسطة شركة “دراية” بالتعاون مع شركة “SWB للتطوير التقني”، وبدعم أكثر من 15 مهندساً ومطوراً، إلى جانب مكاتب استشارية متخصصة، وتم إنجازه خلال ثلاثة أشهر فقط.
وصفته وكالة الأنباء السعودية (واس) بأنه “رمز لإثراء الذكاء الاصطناعي في المسجد الحرام”، و”منارة إبداعية تقنية”، ليؤكد موقعه ليس فقط كخدمة رقمية، بل كمشروع يحمل بُعداً حضارياً يعكس اهتمام المملكة بدمج التكنولوجيا في خدمة الشعائر الدينية.
نقلة نوعية في الإرشاد الديني
تمثل هذه التقنية نقلة جديدة في أساليب الإرشاد داخل الحرمين، حيث تنتقل من الشكل التقليدي القائم على المشافهة المباشرة، إلى منظومة تفاعلية رقمية تتيح الوصول السريع والميسر إلى الفتوى والمعلومة الدينية، وهو ما يعزز الشمولية والكفاءة في تقديم الخدمة.
وتندرج هذه المبادرة ضمن جهود أوسع تبذلها المملكة لتطوير الخدمات المقدمة في مواسم الحج والعمرة، بما يضمن راحة الحجاج ويوفر لهم تجربة روحانية متكاملة تجمع بين أصالة الشعائر وتسهيلات العصر الرقمي.