المحتويات
في خطوة تحمل دلالات استراتيجية على مستقبل الطاقة في المنطقة، أعلنت المملكة العربية السعودية ودولة الكويت عن اكتشاف نفطي جديد في المنطقة المحايدة، هو الأول من نوعه منذ استئناف العمليات الإنتاجية المشتركة في عام 2020.
وأوضحت التقارير الرسمية أن الاكتشاف جرى في عمليات الوفرة المشتركة، حيث تم تحديد وجود احتياطات جديدة في حقل الوفرة الشمالي ضمن تكوين الوراء – برقان، وذلك بحسب ما أوردته وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس).
تدفقات واعدة من حقل جديد شمال الوفرة
أشارت التقارير الرسمية إلى أن البئر المكتشفة، الواقعة على بُعد خمسة كيلومترات شمال حقل الوفرة، سجلت تدفقات أولية تجاوزت 500 برميل يومياً من النفط الخام، وهي مؤشرات أولية تبشر بإمكانات إنتاجية واعدة.
ويُنظر إلى هذا الاكتشاف على أنه ذو أهمية كبيرة ليس فقط من ناحية العائد النفطي، بل أيضاً لما يحمله من أثر إيجابي على مكانة البلدين كموردين موثوقين للطاقة في الأسواق العالمية، وكلاعبين بارزين في مجال الاستكشاف والإنتاج.
من التقسيم إلى التوسع: تاريخ المنطقة المحايدة
يعود التعاون المشترك بين السعودية والكويت في المنطقة المحايدة إلى الاتفاقية التي أُبرمت في عام 2019، والتي تم بموجبها تقسيم الإنتاج النفطي وتنظيم العمليات في المنطقة الواقعة بين البلدين.
وتضم المنطقة حقلي نفط رئيسيين، حقل الوفرة البري وحقل الخفجي البحري، اللذين توقفا عن الإنتاج في عامي 2014 و2015 على التوالي، قبل أن يُعاد تشغيلهما مجدداً في الأول من يوليو 2020. هذا التفعيل المشترك أعاد ضخ ما يصل إلى 500 ألف برميل يومياً إلى السوق، بحسب تقديرات المحللين.
أرامكو تواصل سلسلة الاكتشافات في الداخل
يتزامن هذا الإنجاز مع إعلان شركة أرامكو السعودية، قبل أسابيع، عن اكتشاف 14 حقلًا ومكمنًا جديدًا من النفط والغاز، في مناطق تشمل المنطقة الشرقية والربع الخالي.
وأوضح وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان أن الاكتشافات شملت ستة حقول ومكمني نفط، بالإضافة إلى حقلين وأربعة مكامن للغاز، في خطوة ستعزز قدرة المملكة على تلبية احتياجات الطلب المحلي والدولي لعقود مقبلة.
استكشافات كويتية ضخمة شرق فيلكا
على الجانب الكويتي، أعلنت شركة نفط الكويت منتصف العام الماضي عن اكتشاف كميات تجارية ضخمة من النفط والغاز في حقل النُخاثة، الواقع شرق جزيرة فيلكا.
وتشير التقديرات الأولية إلى إمكانية إنتاج نحو 2.1 مليار برميل من النفط الخفيف و5.1 تريليون قدم مكعبة من الغاز، ما يعادل نحو 3.2 مليار برميل من النفط المكافئ، في كشف يعد من الأكبر في تاريخ البلاد.
تقلبات السوق وضغوط الأسعار
رغم الزخم الناتج عن هذه الاكتشافات، لا تزال أسواق النفط العالمية تواجه ضغوطًا مرتبطة بانخفاض الطلب وقلق المستثمرين من السياسات التجارية الأميركية. وقد تراجع خام برنت بنسبة 0.22% مسجلاً 64.64 دولاراً للبرميل، فيما انخفض خام غرب تكساس بنسبة 0.29% ليصل إلى 61.35 دولاراً.
وجاء هذا التراجع بالتزامن مع توقعات بتخمة في المعروض، مع إعلان مجموعة أوبك+ بقيادة السعودية وروسيا عن زيادات إنتاجية بلغت 411 ألف برميل يومياً لشهري مايو ويونيو، وسط ترقب لإعلان مماثل في اجتماع المجموعة في الأول من يونيو.
التوقعات المستقبلية لسوق النفط السعودي
توقعت شركة “جدوى للاستثمار” السعودية في تقريرها الأخير أن يتراوح سعر خام برنت خلال بقية العام الجاري بين 63 إلى 65 دولاراً للبرميل، في ظل استمرار التقلبات الناتجة عن السياسات الأميركية وخطط أوبك الإنتاجية.
كما رجّحت أن يبلغ متوسط إنتاج المملكة من النفط الخام نحو 9.4 ملايين برميل يومياً في عام 2025، مقارنة بـ9 ملايين برميل في عام 2024، أي بزيادة تتجاوز 4%. ورغم أن زيادة الإنتاج ستسهم في تعويض جزئي لانخفاض الأسعار، فإن السوق سيبقى عرضة للتقلبات.