شهدت أسهم شركة BYD للسيارات الكهربائية في هونغ كونغ انخفاضًا ملحوظًا يوم الاثنين بعد تخفيضات بالأسعار بنسبة تصل إلى 34% أعلنت عنها الشركة أواخر الأسبوع الماضي، مما أثّر على مشاعر المستثمرين في السوق. تراجعت أسهم الشركة بنسبة 8.3%، فيما شهدت شركات أخرى مثل لي أوتو، جريت وول موتور، وجيلي أوتوموبيل انخفاضات تجاوزت 5%، في ظل مخاوف من تصاعد التنافس في هذا القطاع.
طرحت BYD خصومات على 22 طرازًا من سياراتها الكهربائية والهجينة المباعة في الصين حتى نهاية يونيو، مما أشعل جولة جديدة من حرب الأسعار في السوق. رغم أن مبيعات السيارات الكهربائية بالسوق حققت أرقامًا قياسية سنوية، إلا أن وتيرة النمو بدأت تتباطأ.
كجزء من محاولات إحياء سوق يعاني من ركود اقتصادي شامل، لجأ صانعو السيارات في الصين – أكبر أسواق السيارات عالميًا – إلى تخفيضات ضخمة لتحفيز الطلب. ومع ذلك، تصاعدت مستويات المخزون لدى الوكلاء المحليين إلى 3.5 مليون سيارة الشهر الماضي، وهو أعلى معدل منذ ديسمبر 2023، وفقًا لتقارير رابطة سيارات الركاب الصينية.
خفضت الشركة سعر سيارة “سيجال هاتشباك” ليصبح 55,800 يوان (7,780 دولارًا أمريكيًا)، بنسبة تخفيض 20% على طراز كان يُعتبر الأرخص لديها. كما عُدلت أسعار أخرى بشكل أكبر مثل سيارة “سيل سيدان” الهجينة التي شهدت تخفيضًا قياسيًا بنسبة 34% بمقدار 53,000 يوان لتصل إلى 102,800 يوان.
في الأشهر الأخيرة، ركّزت BYD على التخلص من المخزون القديم من سياراتها التي لا تحتوي على أحدث ميزات مساعدة السائق. ورغم إعلان الشركة تقديم هذه الميزات مجانًا في فبراير، واجه وكلاؤها المحليون ضغوطًا إضافية بسبب هذه الخطوات.
في ملاحظة أعدها محللو مورغان ستانلي، أشار الفريق إلى أن الخصومات الحالية تُرسل “إشارة قوية” عن التحديات التي تواجه السوق النهائي، حتى لو كانت بعض العروض قد بدأت منذ أبريل الماضي.
هذه التخفيضات قد تؤدي إلى تأثير متسلسل؛ فالمنافسون يتابعون خفض أسعارهم أيضًا على الرغم من التأثير السلبي على هوامش الربح الضئيلة أصلًا. وفي ظل ضغوط الأسعار المُتصاعدة، تعاني العديد من الشركات من خسائر مالية متزايدة إلى جانب توجهات نحو عمليات اندماج.
وأشار محللون في سيتي ريسيرش إلى أن شركات مثل تشونغتشينغ شانجان قد بدأت بدورها في تقديم خصومات مغرية، في حين خفضت ليب موتور أسعار طرازاتها SUVs C16 وC11. ووفقًا لتقديرات سيتي، ارتفع عدد زوار وكلاء BYD بين 30% و40% بعد موجة الخصومات الأخيرة.
إذا تحول هذا الإقبال إلى مبيعات فعلية، فمن المحتمل أن تحقق BYD أداءً قويًا في مايو، خاصة بعد أن سجلت أفضل مبيعات شهرية لها لعام 2025 حتى الآن خلال أبريل. تأتي هذه النجاحات مع تأكيد الشركة التزامها بهدفها السنوي بتسليم 5.5 مليون سيارة.
على المستوى العالمي، توطدت مكانة BYD أيضًا؛ فقد تفوقت على تسلا لأول مرة في أوروبا الشهر الماضي بعد تحقيق مبيعات أعلى من علامة السيارات الأمريكية الرائدة.
تميزت BYD بفضل سلسلة توريدها المتكاملة التي تُخفض تكاليف الإنتاج عبر إنتاج بطارياتها وأشباه الموصلات داخليًا. هذا ساعدها على تقليل تأثير المنافسة السعرية داخل السوق الصينية مقارنةً بالعديد من منافسيها الآخرين. بلغ هامش الربح الإجمالي للشركة حوالي 20% خلال الربع الأول من عام 2023، مقارنة بـ16% لتسلا. كما ارتفع صافي دخل BYD إلى 9.15 مليار يوان خلال نفس الفترة، متفوقةً بذلك على تسلا في مؤشر آخر مهم للأداء المالي.