المحتويات
في خطوة جديدة لتعزيز التنوع الاقتصادي للمملكة، قرر الملياردير الكندي جيم بالسيلي، الشريك المؤسس لشركة بلاك بيري، دخول مضمار جديد في السعودية، لكنه ليس قطاع التكنولوجيا هذه المرة، بل رياضة الغولف!
باستثمار يصل إلى 100 مليون دولار خلال خمس سنوات، يسعى بالسيلي إلى بناء سلسلة من المنتجعات الفاخرة المرتبطة بملاعب غولف عالمية المستوى، بالتعاون مع شركة صمو للاستثمار العقاري.
تأتي هذه المبادرة ضمن مظلة رؤية السعودية 2030، التي تهدف إلى إعادة تشكيل اقتصاد المملكة بعيدًا عن النفط، مع التركيز على السياحة الفاخرة والأنشطة الترفيهية الراقية.
ما الذي يدفع رائد أعمال تكنولوجيا سابق إلى الاستثمار في الغولف بالسعودية؟
يرى بالسيلي، الذي يملك أكبر شركة مشغّلة لملاعب الغولف في كندا (GolfNorth)، أن المملكة تمتلك فرصة ذهبية لتصبح لاعبًا كبيرًا في هذه الرياضة، خاصة في ظل تدني عدد ملاعب الغولف مقارنة بجاراتها مثل الإمارات.
لكنه يراهن على أكثر من مجرد رياضة النخبة. في تصريحه لـ فاينانشيال تايمز قال:“تعالوا من أجل التاريخ، والطبيعة الخلابة، والضيافة الأسطورية، وابقوا من أجل الغولف ونمط الحياة العصري!”
وبحسب تقرير نشرته صحيفة ” فايننشال تايمز” البريطانية، لا تقتصر الرؤية على الأجانب فقط، بل تمتد أيضًا إلى ملايين المسلمين الذين يزورون مكة سنويًا، إذ يأمل بالسيلي أن يربط بين السياحة الدينية والرياضية، ما قد يخلق نوعًا جديدًا من التجربة الفاخرة الممتدة للحجاج والزوار.

الطموح: من 10 ملاعب إلى 100 ملعب
تمتلك المملكة حاليًا نحو 12 ملعبًا فقط، لكن رجل الأعمال الكندي يطمح للوصول إلى ما بين 7 و10 ملاعب جديدة كمرحلة أولى، مع إمكانية توسعة المدى مستقبلاً إلى 100 ملعب.
فيما سينطلق أول مشروع في وادي عسلاء، أحد ضواحي جدة الجنوبية، وهو موقع كان يُستخدم سابقًا كمكبّ لمياه الصرف الصحي، ويخضع الآن لعملية تحويل شاملة إلى منتجع فاخر.
ماذا عن البيئة؟
رغم الانتقادات البيئية التي تواجه ملاعب الغولف عالميًا بسبب استهلاكها الكبير للمياه والطاقة، يؤكد بالسيلي أن مشاريعه ستكون صديقة للبيئة، عبر تقنيات إعادة تدوير المياه، وزراعة الأشجار، واستخدام الطاقة المتجددة. وهذا تحدٍّ كبير في بيئة قاحلة كالسعودية التي تعتمد على تحلية مياه البحر كمصدر رئيسي للمياه.
تحولات محلية في ثقافة الغولف
لم يكن الغولف يومًا جزءًا من الثقافة الرياضية في السعودية المعروفة بعشقها لكرة القدم. لكن التغيير بدأ عام 2017، عندما أصبح ياسر الرميان، محافظ صندوق الاستثمارات العامة وأحد عشاق الغولف، رئيسًا للاتحاد السعودي للغولف.
ومنذ ذلك الحين، بدأت الرياضة في الانتشار بفضل دورات تدريبية مجانية ومدربين أجانب، وتسهيلات للرجال والنساء وحتى الأطفال.
كما ضخت السعودية أكثر من 3.9 مليار دولار في دعم سلسلة “LIV” الغولفية المثيرة للجدل، التي استقطبت كبار لاعبي الغولف حول العالم بعقود ضخمة، ووضعت المملكة في صدارة الجدل الرياضي العالمي.
الغولف للطبقة المخملية؟
رغم تركيز الدولة على توفير الإسكان الميسّر لرفع نسبة تملك المواطنين إلى 70% بحلول 2030، فإن مشاريع الغولف ترتبط غالبًا بـ”السكن الفاخر” والسياحة الراقية.
وبحسب بالسيلي:“مشاريعنا تتماشى مع توجّه المملكة نحو مزيد من السياحة ومزيد من المجمعات السكنية الغولف هو العنصر الذي يربط كل هذا معًا.”