في الخامس والعشرين من مايو من كل عام، يحتفل العالم بـ”اليوم العالمي لأفريقيا”، احتفاءً بقارة تنبض بالحياة والتنوع، وتخفي في طيّاتها من الكنوز الطبيعية والثقافية والسياحية ما لا تملكه أي قارة أخرى. وبينما يرتبط اسم أفريقيا في أذهان البعض بصور النقص والمخاطر، فإن الحقيقة على أرضها تقول شيئًا مختلفًا تمامًا.
لطالما ارتبط اسم أفريقيا في أذهان البعض بالمخاطر، وهناك انطباع شائع – لكنه خاطئ – بأن السائح يواجه فيها تهديدات غير محسوبة تفوق أي مكان آخر في العالم. غير أن معظم شركات السياحة ترفض هذا الانطباع، مؤكدة أنه لا يعكس الواقع في غالبية بلدان القارة.
وتعد خريطة النقاط الساخنة متغيرة، والمخاطر في كل بلدان العالم وليست إفريقيا وحدها، لذلك من الأفضل للسائح دائمًا الرجوع إلى السفارات للحصول على التحديثات حول مستوى المخاطر في كل دولة.
نصائح وقائية للسائح في أفريقيا
النصائح التي تنطبق على أي رحلة سياحية، يمكن أن تكون فعالة للغاية في أفريقيا أيضًا. أهمها حمل مبلغ نقدي كافٍ ليوم واحد فقط، والاحتفاظ ببقية الأموال والبطاقات في خزائن الفنادق. كما يُنصح بعدم ارتداء الحلي الفاخرة أو الكاميرات بشكل ظاهر، وحفظها فور الانتهاء من استخدامها.
في بعض الحالات، قد تكون خزائن الغرف غير آمنة، لذا يُفضل سؤال الفندق عن وجود خزائن مركزية أكثر أمانًا، أو حفظ الأغراض في حقيبة سفر مقفلة ومثبتة في الغرفة. ويُنصح أيضًا بتجنب التجول ليلًا بمفردك أو ارتياد الأماكن المجهولة، مع ضرورة الانتباه المستمر للمتعلقات الشخصية، خصوصًا في الأماكن المزدحمة.
أفكار مغلوطة عن أفريقيا
من الصور النمطية المنتشرة عن القارة أنها موبوءة بالأمراض ومُثقلة بالفقر. وبينما تعاني بعض دولها من الفقر، إلا أن أفريقيا ليست كلها كذلك. المشكلة الأساسية تكمن في توزيع الثروة. فجنوب أفريقيا، مثلًا، أغنى من دول أوروبية كبلجيكا، وتتمتع ببنية تحتية قوية ومجتمع أعمال نشط.
وتشير الإحصاءات إلى أن الناتج القومي في دول مثل مصر ونيجيريا والجزائر يتجاوز دولًا أوروبية كالدنمارك والنرويج، لكن الفقر ما زال واسع الانتشار بسبب سوء توزيع الثروة. كما أن معظم الوفيات بسبب الأمراض ناتجة عن نقص الرعاية الصحية الأساسية وليس عن الأوبئة.
أما في المجال التكنولوجي، فالقارة ليست متأخرة كما يُعتقد. شبكات الهاتف المحمول واسعة الانتشار وتُستخدم في المعاملات المالية حتى في المناطق الريفية، وهناك صناعات قائمة وورش صيانة تضاهي مثيلاتها في دول أخرى رغم قلة الموارد.
التخطيط لرحلة أفريقية
لبداية موفقة، ينصح بالاعتماد على شركة سياحية موثوقة ذات خبرة محلية، مما يعود بالفائدة على الاقتصاد المحلي ويدعم المجتمعات الأفريقية. وينطبق ذلك أيضًا على اختيار الفنادق الصغيرة المحلية بدلًا من السلاسل العالمية، والتسوق من الأسواق الشعبية، وتناول الطعام في المطاعم المحلية، واستعمال وسائل النقل العامة متى توفرت.
ويمكن للسائح اختيار وجهته بين شمال، غرب، وسط، شرق، أو جنوب أفريقيا، أو حتى الجزر الأفريقية، فكل منها يحمل طابعًا فريدًا يستحق الاستكشاف.
أبرز الوجهات السياحية في أفريقيا
شمال أفريقيا: جبال الأطلس، مدن المغرب التاريخية مثل فاس ومراكش، آثار مصر، قرطاج، سيدي بوسعيد، وسفاري الصحراء في تونس.
غرب ووسط أفريقيا: محمية لوانغو في الغابون، قرى دوغون الجبلية في مالي، مدينة تمبكتو، جينفي العائمة في بنين، قلاع العبيد على ساحل غانا، وجبل الكاميرون في الكاميرون.
شرق أفريقيا: ماساي مارا في كينيا خلال موسم الهجرة، نهر أومو في إثيوبيا، منتجع فيرونغا للغوريلا في رواندا وأوغندا، جزيرة زنجبار ومحمية سيرينغيتي في تنزانيا.
جنوب أفريقيا: شلالات فيكتوريا، محمية لوانغوا في زامبيا، دلتا أوكافانغو ومحمية تشوبي في بتسوانا، بحيرة مالاوي، شواطئ جنوب أفريقيا، ومحمية كروغر.
الجزر الأفريقية: جزر السيشل، مدغشقر، موريشيوس – وجهات شهيرة بشواطئها الخلابة وكونها مقاصد مفضلة لشهر العسل.