المحتويات
في سيناريو لا يبدو بعيدًا عن أفلام الخيال العلمي، حذّر علماء الفضاء من أن البشرية ليست مستعدة لمواجهة “عاصفة شمسية هائلة” يُتوقع أن تضرب الأرض هذا الأسبوع، وسط تحذيرات من انهيارات في شبكات الكهرباء، وانقطاع الاتصالات، وحتى احتمالية الوصول إلى ما وصفوه بـ”نهاية الإنترنت”.
محاكاة مخيفة.. العالم بلا كهرباء
في مايو 2024، أجرى فريق من العلماء الأميركيين تجربة افتراضية غير مسبوقة، أطلقوا عليها اسم “تدريب طارئ لعاصفة شمسية”، بدعم من جهات مثل وكالة NOAA ووزارة الأمن الداخلي الأميركية.
قاموا بمحاكاة أربع سيناريوهات لعواصف شمسية بدرجات متفاوتة، كان أخطرها سيناريو “العاصفة الشمسية الخارقة”، والتي أظهرت كيف يمكن لعاصفة قوية أن تشل الولايات المتحدة بالكامل.
في هذا السيناريو، تسببت الانبعاثات الشمسية في انقطاع الكهرباء عن الساحل الشرقي لأسابيع، وأدت إلى توقف القطارات وخطوط أنابيب الغاز، ما تسبب بارتفاع الأسعار وتعطل الحياة اليومية.
العاصفة الحقيقية قادمة
لم يبقَ التحذير في إطار المحاكاة، فوكالة “ناسا” أكدت أن عاصفة شمسية فعلية ناتجة عن توهّج شمسي من الفئة X – وهي الفئة الأقوى – تتجه نحو الأرض هذا الأسبوع.
وقد تم رصد هذا الانفجار في 14 مايو، وهو من النوع القادر على إطلاق كتل هائلة من البلازما والمجالات المغناطيسية نحو كوكبنا، تُعرف باسم الانبعاثات الكتلية الإكليلية (CME).
في العاشر من مايو، ضربت الأرض فعليًا “عاصفة غانون”، وهي الأقوى منذ 20 عامًا، وأجبرت الأقمار الاصطناعية على تغيير مواقعها لتفادي التصادم، بينما توقفت خدمات الاتصالات والراديو مؤقتًا في مناطق عدة.
30 دقيقة فقط للتحذير؟
أحد أخطر التحديات التي واجهها العلماء خلال المحاكاة، كان مدى قدرة التكنولوجيا الحالية على التنبؤ بالعاصفة.
حتى الآن، لا يمكن اكتشاف الاتجاه الحقيقي للمجال المغناطيسي المصاحب للانفجار الشمسي سوى قبل وصوله إلى الأرض بنحو 30 دقيقة فقط، ما يعني أن التحضير للكارثة شبه مستحيل.
دعوة للاستعداد الكامل
طالب التقرير الصادر بعد التمرين الافتراضي بحشد الجهود الحكومية بشكل شامل لحماية البنية التحتية. من بين التوصيات إطلاق المزيد من الأقمار الاصطناعية لمراقبة طقس الفضاء، و تطوير أنظمة تنبؤ أسرع وأكثر دقة، تعزيز التعاون بين الوكالات الأميركية والدولية والقطاع الخاص.
وأضاف التقرير: “تمامًا كما نستعد للزلازل والأعاصير والهجمات السيبرانية، يجب أن نستعد لعاصفة فضائية كبرى قبل أن تقع الكارثة”.
ورغم هذه التحذيرات، إلا أن الظاهرة لا تخلو من جمال بصري نادر. فمن المتوقع أن تظهر الشفق القطبي في عدة ولايات أميركية خلال الأيام القادمة، بما في ذلك: ألاسكا، واشنطن، مينيسوتا، ميشيغان، نيويورك وغيرها.