تحتفي المملكة العربية السعودية باليوم العالمي للمتاحف في 18 مايو من كل عام، احتفاءً لا يقتصر على الفعاليات، بل يتجلى في مشاريع ملموسة وخطط استراتيجية، تجعل من المتاحف جسورًا تربط بين الماضي العريق والمستقبل الطموح. وتأتي هذه المناسبة لتُذكّر بأهمية المتاحف كمراكز حيوية لحفظ الذاكرة، وتشكيل الوعي، وتعزيز الهوية الثقافية.
رؤية 2030.. الثقافة في قلب التنمية
منذ إطلاق “رؤية السعودية 2030” بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، شكّلت الثقافة أحد المحاور الجوهرية في بناء مستقبل أكثر تنوعًا وثراءً. وتُعد المتاحف ركيزة أساسية ضمن هذه الرؤية، حيث تسعى المملكة إلى رفع عدد المتاحف وتطويرها بما يتوافق مع المعايير العالمية، من خلال إبراز التراث الوطني، وتعزيز التفاعل المجتمعي، ودعم الاستثمار في الصناعات الثقافية.
أكثر من 260 متحفًا… وازدياد مستمر
في أرجاء المملكة، تنتشر أكثر من 260 متحفًا رسميًا وخاصًا وتحت الإنشاء، تعكس تنوع الجغرافيا السعودية وغنى تراثها. هذه المتاحف لا تحكي فقط قصة المملكة، بل ترسم خريطة حضارية تمتد من أعماق التاريخ إلى آفاق المستقبل. ومن خلال جهود وزارة الثقافة وهيئة المتاحف، تشهد المملكة طفرة في جودة العروض المتحفية وتجربة الزائر، بما يسهم في جعل الثقافة متاحة، ملهمة، وجاذبة.
دور المتاحف في بناء مجتمع معرفي
تلعب المتاحف السعودية اليوم أدوارًا متعددة، تتجاوز العرض التقليدي إلى التفاعل والتعليم والابتكار. فهي منصات لتعليم الأجيال، وتعزيز الهوية، وجذب السياحة، وتمكين رواد الأعمال الثقافيين. وهي أيضًا أدوات ناعمة لتعريف العالم بإرث المملكة، وعمقها العربي والإسلامي، وإسهامها في الحضارة الإنسانية.
نحو مستقبل ثقافي عالمي
مع تزايد الوعي بأهمية المتاحف، والدعم المتنامي من القيادة والمجتمع، تمضي السعودية بخطى واثقة نحو ترسيخ مكانتها كمركز ثقافي عالمي، يجمع بين الأصالة والتجديد. وفي كل متحف سعودي، تقف قطعة أثرية شاهدة على أن الماضي حي، وأن المستقبل يُبنى بمعرفة الجذور واحترام التاريخ.