نظمت هيئة المتاحف اليوم لقاءً مفتوحًا في المتحف الوطني السعودي تحت عنوان “مستقبل المتاحف في المملكة”، وذلك احتفالاً باليوم العالمي للمتاحف 2025، الذي يحمل هذا العام شعار “مستقبل المتاحف في مجتمعات سريعة التغيير”، ويتزامن مع تخصيص العام للحرف اليدوية.
عُقد اللقاء في قاعة المتحف الوطني، بحضور سمو الأميرة هيفاء بنت منصور بن بندر، رئيسة مجلس الإدارة للجنة الوطنية السعودية للمجلس الدولي للمتاحف، والمديرة العامة للمتحف الوطني السعودي رولا الغرير، إلى جانب عدد من المهتمين والمتخصصين والعاملين في القطاع الثقافي.
افتتحت رولا الغرير الجلسة مؤكدة أن المتاحف لم تعد مجرد أماكن لحفظ القطع التاريخية، بل أصبحت مساحات حيوية تساهم في بناء الوعي وتعزيز دور المتاحف في التغيير المجتمعي.
من جهتها، أكدت سمو الأميرة هيفاء بنت منصور أن المتاحف السعودية تواجه تحديات متعددة، مشددة على أن معيار نجاح أي متحف يكمن في مدى تفاعله ومشاركته مع المجتمع. وأوضحت أهمية تحقيق التوازن بين الحفاظ على الهوية التاريخية للمتحف وابتكار طرق عرض حديثة تتماشى مع تطلعات الجمهور.
تناولت الجلسة عدة محاور رئيسية، أبرزها تطوير القطاع المتحفي في المملكة، حيث أكدت سموها على ضرورة بناء منظومة تشريعية ومالية مرنة تدعم استقلالية المتاحف وتضمن استدامتها، بالإضافة إلى تعزيز المبادرات التي تجعل المتاحف فضاءات حيوية تخدم جميع فئات المجتمع، من الأطفال إلى كبار السن، وترسخ دورها كمراكز ثقافية نشطة.
كما شددت على أهمية تطوير منظومة العمل المتحفي عبر إعادة صياغة المفاهيم المهنية وبناء القدرات الوطنية، من خلال برامج تدريب متخصصة وشراكات مع الجامعات المحلية والدولية، بهدف تأهيل الكفاءات السعودية في مجالات متعددة مثل الترميم، والإدارة، والتصميم المتحفي، وغيرها من التخصصات التي تدعم مستقبل القطاع.
شهد اللقاء نقاشًا حول علاقة المتحف بجمهوره، حيث تناولت المشاركات ضرورة إشراك الزوار في تصميم المعارض والمحتوى من خلال برامج تفاعلية ومبادرات مجتمعية، مثل عرض مقتنيات الجمهور مؤقتًا داخل المتحف، وتقديم برامج تعليمية مبتكرة كتعلم اللغة العربية عبر المخطوطات.
اختتم اللقاء بسؤال وجهته رولا الغرير إلى سمو الأميرة هيفاء حول تصورها لـ”متحف المستقبل”، حيث قدمت سموها رؤية شاملة لمتحف مستقل وملهم يخدم مجتمعه، متجدد في برامجه، يشجع التبادل الثقافي ونقل المعرفة، ويروي قصة الوطن وأجداده، جامعًا بين الأصالة والابتكار. وأكدت على أهمية أن يحافظ المتحف على جذوره التاريخية ويكون فضاءً جامعًا لجميع فئات المجتمع من شباب وكبار.
يأتي هذا اللقاء ضمن سلسلة الفعاليات التي أطلقتها هيئة المتاحف والمتحف الوطني احتفالًا باليوم العالمي للمتاحف، بهدف إبراز المتاحف كمنصات حيوية للحوار والتفاعل المجتمعي، وتعزيز دورها كمحرك للتنمية الثقافية والاقتصادية المستدامة في المملكة.