في لفتة تحمل دلالات عميقة، قام صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي ورئيس مجلس الوزراء، بمرافقة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في جولة خاصة بمنطقة الدرعية التاريخية، القلب النابض لتأسيس الدولة السعودية الأولى.
الدرعية نافذة على التاريخ
اختار ولي العهد منطقة حي الطريف، المصنفة ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو، ليكون محطة رئيسية في هذه الجولة، مما يعكس حرص المملكة على إبراز تاريخها العريق وتراثها الأصيل. وقد تجول الضيفان بين أزقة الحي التراثي، حيث التُقطت صور تذكارية تجمعهما وسط الأجواء التاريخية الفريدة.
فن السامري والتراث النجدي
شهدت الزيارة عرضًا حيًا لفن السامري، أحد أشكال الفنون الشعبية العريقة في نجد، حيث قدم ولي العهد شرحًا موجزًا عن هذا الفن الذي يعتمد على الإيقاع الجماعي والكلمات الشعرية المفعمة بالمشاعر. وعلى عكس العرضة السعودية ذات الطابع الرسمي، يتميز السامري بألحانه الشعبية التي تعكس روح المجتمع وتراثه.
رؤية 2030.. الدرعية أبرز المشاريع الثقافية والتنموية
جاءت هذه الزيارة في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز مكانة المملكة كوجهة ثقافية وسياحية عالمية، تماشيًا مع رؤية 2030. وتعد الدرعية أحد أبرز المشاريع التنموية التي تهدف إلى الجمع بين الأصالة والحداثة، حيث يجري تطويرها لتصبح مركزًا عالميًا للثقافة والترفيه.
استثمارات ضخمة لمستقبل واعد
اطلع الرئيس الأمريكي خلال الزيارة على أبرز ملامح مشروع تطوير الدرعية، الذي يعد أحد أكبر المشاريع السياحية والثقافية في المملكة، والذي أعلن عنه ولي العهد السعودي عام 2022 كخامس مشروع ضخم مملوك لصندوق الاستثمارات العامة، بتكلفة تصل إلى 64 مليار دولار. ومن المقرر أن تشمل المنطقة فنادق فاخرة ومراكز تسوق ومنشآت ترفيهية، إلى جانب المعالم التراثية التي تحكي قصة تأسيس المملكة.
من العوجا إلى الدرعية
الدرعية، التي عُرفت قديمًا باسم «العوجا»، لم تعد مجرد مهد للدولة السعودية، بل تحوّلت اليوم إلى مركز حيوي لمشاريع سياحية وثقافية حديثة، تضم 42 فندقًا فاخرًا، وأكثر من 500 متجر، و100 مطعم، إلى جانب 26 معلمًا ثقافيًا، في إطار إعادة إحياء دورها التاريخي بروح اقتصادية معاصرة.
لم تكن الزيارة مجرد جولة ثقافية، بل حملت في طياتها رسائل مهمة حول عمق العلاقات السعودية الأمريكية، لا سيما في مجالات الاستثمار والشراكة الاستراتيجية.
كما أكدت على دور المملكة المحوري في تحقيق الاستقرار الإقليمي وتعزيز التعاون الدولي.