بالتعاون مع وزارة الثقافة الإيطالية، تقدم مؤسسة بينالي الدرعية معرض “عابرٌ متجذر”، والذي يهدف لإبراز التصميم الفائز في النسخة الأولى من جائزة المصلى 2025. سيقام الحدث في دير سان غريغوريو كفعالية موازية خلال المعرض الدولي التاسع عشر للعمارة – بينالي البندقية.
ويقام الحدث تحت إشراف القيم الفني فيصل طبارة، وسيتمحور حول استكشاف المصليات كدور عبادة مؤقتة يمكنها الظهور في أي مكان عند الحاجة، مع التعمق في فهم الإمكانات المعمارية التي تتكشف عندما نختار التعلم من تقاليدنا المتجذرة في حاجتنا للتكيّف مع مختلف الظروف والمتغيرات.
ويسلط المعرض الضوء على الطبيعة المتداخلة للمساحات التي يحتويها المصلى، لا سيما العلاقات المتشابكة بين السياقات التاريخية والمادية والمعاصرة التي تبرز فيها المصليات.
ويتضمن المعرض أجزاء كاملة من التصميم الفائز بجائزة المصلى، وهو من ابتكار استوديو إيست للهندسة المعمارية بالتعاون مع الفنان ريان ثابت وشركة الهندسة AKT II، إلى جانب التصاميم المقدمة من المكاتب التي حلَّت في القائمة القصيرة للجائزة، وهي: مكتب الهندسة إيه إيه يو أنستاس، وآصف خان، وشركة دباغ للهندسة المعمارية، ومكتب سهل الحياري للهندسة المعمارية. وإلى جانب هذه المشاريع، ستعرض كذلك سلسلة من الصور والوثائق الأرشيفية حول التاريخ المعماري للمصليات، لتقديم حوار بين فنون العمارة التقليدية والمعاصرة في مختلف الثقافات الإسلامية.
جدير بالذكر أن مؤسسة بينالي الدرعية قامت بإطلاق النسخة الأولى من جائزة المصلى ضمن فعاليات بينالي الفنون الإسلامية في جدة في يناير 2025. وحمل التصميم الفائز عنوان “عن النسيج”، وتميز بفناء تحيط به قاعة للصلاة، مع الاحتفاء بشجر النخيل—الذي يمثل جزءاً هاماً من ثقافة المملكة—من خلال استخدام مشتقاته كمواد رئيسية في البناء، حيث تم استخدام السعف كبديل للهياكل التقليدية المستخدمة في بناء الأعمدة والجسور الحاملة، كما تمت الاستفادة من ألياف النخيل في ابتكار واجهة مستوحاة من المنسوجات التقليدية، وتم تغليف كامل المبنى بها.
وبهذه المناسبة، أكّد نائب رئيس مؤسسة بينالي الدرعية راكان الطوق: “يُعد إطلاق جائزة المصلى للعمارة الإسلامية خطوةً فارقةً في التحول الثقافي بالمملكة، كما يُشكِّل حدثًا عالميًّا بارزًا في إحياء الإرث الفني الأصيل. فالجائزة تُعيد لهذا الفن تنوعه الجوهري، معبرةً عن ثراء أشكاله في إطار سياقاته الحضارية التي نشأ منها. ومن ربوع المملكة إلى عراقة الأندلس، تظل هذه العمارة حجرَ الأساسِ في صرح الهوية الإسلامية”.
من جهته صرّح الأمير نواف بن عياف، رئيس لجنة التحكيم لجائزة المصلى، قائلاً: “تمثل مدينة البندقية ملتقى رائداً للتبادل بين مختلف ثقافات العالم، وهو ما يجعلها منصة مثالية للتعمق في مساهمة المصليات في تشكيل الخطاب المعماري المعاصر حول الاستدامة والتكيف. ومن خلال إحضارنا لأجزاء من التصميم الفائز من جدة إلى البندقية، نأمل في إبراز الدور الحيوي الذي يمكن لفنون العمارة التقليدية أن تلعبه في إيجاد حلول وأفكار مستقبلية من خلال تركيزها على المرونة والاستدامة”.
كما سيصاحب المعرض إصدار كتيب يركز على الطبيعة العابرة للمصليات، وهو من تحرير الأمير نواف بن عياف والقيم الفني فيصل طبارة، وسيتم نشره من خلال دار كاف للنشر.
نبذة عن جائزة المصلى
جائزة المصلى هي مسابقة معمارية دولية لتصميم مساحات للصلاة والتأمل قابلة للفك والتركيب وإعادة الاستخدام، ومفتوحة لكافة الزوار. تشرف على تنظيم الجائزة مؤسسة بينالي الدرعية، وتسلط الضوء من خلالها على الابتكارات في فنون العمارة مع إبراز الغنى الذي تحتويه الثقافات الإسلامية. عملت على النسخة الأولى من الجائزة لجنة تحكيم مكونة من علي ملكاوي، وأزرا أكشاميا، وفاروق درخشاني، ولينا غطمة، إلى جانب الأمير نواف بن عياف (رئيس لجنة التحكيم).
وضمت القائمة القصيرة لهذه النسخة كلاً من مكتب الهندسة إيه إيه يو أنستاس، وآصف خان، وشركة دباغ للهندسة المعمارية، ومكتب سهل الحياري للهندسة المعمارية، إضافة إلى أصحاب التصميم الفائز استوديو إيست للهندسة المعمارية.
نبذة عن بينالي الفنون الإسلامية
يقدم بينالي الفنون الإسلامية، الذي تنظمه مؤسسة بينالي الدرعية، منصة شاملة لاستضافة وتشجيع الحوار وتوسيع المعرفة بالفنون الإسلامية، وذلك من خلال ما يوفره من فرص للبحث والتأمل والتعلم في مختلف المجالات.
يقام البينالي كل عامين في صالة الحجاج الغربية—الحائزة على جائزة الآغا خان للعمارة—بمطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة، والتي تتمتع بمكانة خاصة لدى ضيوف الرحمن لكونها تستقبل الملايين منهم كل عام في رحلتهم لأداء مناسك الحج والعمرة في بيت الله الحرام، كما مثلت مدينة جدة طوال قرون نقطة التقاء للكثير من الثقافات التي يحملها معهم الوافدون عليها من كافة أقطار العالم.
جدير بالذكر أن النسخة الافتتاحية استقبلت أكثر من 600,000 زائر، وتسعى مؤسسة بينالي الدرعية للبناء على هذا النجاح من خلال النسخة الثانية.
وتضم قائمة شركاء بينالي الفنون الإسلامية 2025: الشريك الرئيسي لكزس، والشركاء الرسميين بنك BSF، ومطار الملك عبدالعزيز الدولي، والخطوط الحديدية السعودية، والخطوط السعودية.
نبذة عن مؤسسة بينالي الدرعية
انطلاقاً من التنامي المتسارع الذي تشهده المملكة العربية السعودية ومن التراث الحضاري الغني لموقع الدرعية، فإن مؤسسة بينالي الدرعية—بقيادة صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود—تضطلع بدور كبير في رعاية التعبير الإبداعي، وغرس قيم التقدير نحو مختلف جوانب الثقافة والفنون، وإبراز قدرتها على إحداث التحولات الكبيرة.
وتطمح المؤسسة لتحفيز الفرد والمجتمع ككل على التعلم، وتتطلع لخدمة كافة أطياف المجتمع عبر توفير فرص المشاركة في المشهد الفني المحلي الذي يشهد نمواً وازدهاراً لم يسبق له نظير.
وفي هذا الإطار، تتولى المؤسسة مهمة تنظيم معرض بينالي سنوي بالتناوب ما بين بينالي الدرعية للفن المعاصر وبينالي الفنون الإسلامية، إلى جانب برامج تثقيفية تفاعلية هادفة متواصلة على مدار العام، بالإضافة إلى إشرافها على تطوير حي جاكس في الدرعية، الذي بات اليوم مركزاً إبداعياً ومساحة للتفاعل بين كافة أقطاب المجتمع الفني. وفي هذه اللحظة التاريخية من التطور والنمو في المملكة العربية السعودية، فإن هذه البيناليات تستعرض بعضاً من أبرز الفنانين الدوليين، وتدفع عجلة التبادل الثقافي بين المملكة وكافة أنحاء العالم، إضافة إلى تعزيزها للحوار والتفاهم، وترسيخها لمكانة المملكة العربية السعودية كقطب ثقافي عالمي.