المحتويات
في خطوة كبيرة نحو تحقيق رؤية المملكة 2030، تتأهب وجهة البحر الأحمر لتصبح واحدة من أبرز المشاريع السياحية العالمية التي تعكس التفوق السعودي في مجالات الاستدامة والتطوير السياحي.
مشاريع مبتكرة
وتُعد هذه الوجهة، التي تُشرف على تطويرها شركة البحر الأحمر للتطوير، أحد أهم المشاريع التي تدعم رؤية المملكة في تنمية قطاع السياحة البيئية والاستثمار في مشاريع مبتكرة تلبي احتياجات المستقبل.
منذ انطلاقها، شهدت وجهة البحر الأحمر مجموعة من المبادرات البيئية الفعالة التي تهدف إلى حماية الطبيعة والحفاظ على النظام البيئي، وفي مقدمتها برنامج تتبع السلاحف الذي بدأ في سبتمبر 2019، حيث يقوم الفريق البيئي في شركة البحر الأحمر للتطوير، بالتعاون مع جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، بمراقبة السلاحف البحرية وحمايتها، لضمان استدامة الحياة البحرية في هذه المنطقة التي تحتضن الحياة الطبيعية بكل تنوعها.
تطوير البنية التحتية
لكن الرؤية السعودية لم تكن تقتصر على الجوانب البيئية فقط، بل شملت أيضًا تطوير البنية التحتية للوجهة من خلال استخدام أنظمة تقنية ذكية ومبتكرة، بما في ذلك تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز، بالإضافة إلى خوارزميات لإدارة حركة المرور والزوار، لضمان تجربة سياحية استثنائية لا تضر بالبيئة، هدف هذه التقنيات هو خلق تجربة سياحية فاخرة وآمنة، مع الحفاظ على توازن البيئة وحمايتها من السياحة المفرطة.
مشروع طموح على الخريطة العالمية
إلى جانب الاستدامة البيئية، تتطلع المملكة من خلال هذا المشروع الضخم إلى تعزيز مكانتها العالمية في مجال السياحة الفاخرة.
في عام 2030، ومن خلال هذا المشروع، ستصبح وجهة البحر الأحمر واحدة من أكثر الوجهات السياحية تطورًا في العالم، إذ تضم ما يزيد عن 50 فندقًا ومنتجعًا فخمًا، مع 8,000 غرفة للإقامة وأكثر من ألف عقار سكني موزع على 22 جزيرة وستة مواقع داخلية، كما ستتمتع الوجهة بمرافق فاخرة لليخوت، ملاعب غولف، ومجموعة متنوعة من الأنشطة الترفيهية التي تجعل من هذه الوجهة محطة لا غنى عنها في سياحة المستقبل.
في خطوة مبتكرة في إطار هذا المشروع، كشفت شركة البحر الأحمر للتطوير في سبتمبر 2024 عن المخططات التصميمية لمنتجع “ديزرت روك”، وهو منتجع فاخر بُني داخل الصخور الجبلية في أحد الأودية.
يتيح هذا المنتجع لضيوفه الاستمتاع بإطلالات فريدة على الطبيعة المحيطة، إضافة إلى أنشطة سياحية مميزة مثل الرحلات على الكثبان الرملية وتأمل النجوم، إلى جانب التعرف على التاريخ الأثري للمنطقة من خلال حكايات المرشدين المحليين.
بنية تحتية غير مسبوقة
لم يقتصر التطوير على النواحي البيئية والفنية فقط، بل شمل أيضًا التخطيط للبنية التحتية الضخمة التي تدعم هذا المشروع الرائد.
في المرحلة الأولى من تطوير وجهة البحر الأحمر، تعمل الشركة على تجهيز البنية التحتية مثل الطرقات والأرصفة البحرية والجسور، بالإضافة إلى المطار الدولي الذي من المقرر افتتاحه بالتزامن مع افتتاح أولى الفنادق في 2025.
كما تشمل المرحلة الأولى إنشاء قرية سكنية للعمال الذين يشاركون في بناء المشروع، إضافة إلى مدينة خاصة بالموظفين الذين سيتكفلون بتشغيل الوجهة السياحية.
التأثير الاجتماعي والثقافي
يمتد تأثير مشروع البحر الأحمر إلى الجوانب الاجتماعية والثقافية، حيث يسهم في تعزيز الهوية الثقافية للمملكة. يركز المشروع على تطوير المرافق الثقافية والفنية، مثل المتاحف والمعارض، التي تعكس التراث السعودي وتدعم الفنون المحلية. من خلال جذب الزوار الدوليين، يساهم المشروع في تعزيز التبادل الثقافي ويعزز فهم الثقافة السعودية بشكل أوسع.
بالإضافة إلى ذلك، يتضمن المشروع برامج تعليمية وتدريبية تهدف إلى تنمية المهارات المحلية في مجالات الضيافة والسياحة، مما يعزز من قدرة الشباب السعودي على المشاركة الفعّالة في صناعة السياحة.
تأثير المشروع على الاقتصاد
يساهم المشروع في تعزيز الاقتصاد السعودي من خلال خلق 70,000 فرصة عمل، وإضافة 22 مليار ريال سعودي إلى الناتج المحلي. كما حصلت الشركات السعودية على 70% من إجمالي العقود، مما يعزز من الاقتصاد المحلي.
أهم المشاريع المنفذة
تتضمن المرحلة الأولى من مشروع البحر الأحمر عدة مشاريع هامة تسهم في تحقيق رؤية المملكة 2030 وتدعم تطوير هذه الوجهة السياحية الفاخرة والمستدامة.
فيما يلي أبرز المشاريع التي تم تنفيذها:
القرية السكنية العالمية: تعد من المشاريع البارزة في المرحلة الأولى، حيث توفر مساكن حديثة ومرافق خدمية متكاملة للمقيمين في المشروع، تهدف إلى توفير بيئة سكنية مريحة وعصرية، بما يتناسب مع أعلى معايير الجودة.
منتجعات جزيرة الشبارة: تستضيف جزيرة الشبارة مجموعة من المنتجعات الفاخرة، التي تهدف إلى تقديم تجربة إقامة لا مثيل لها، هذه المنتجعات تتميز بتصاميمها الفاخرة، وهي مثالية لتلبية احتياجات الزوار الباحثين عن تجربة سياحية راقية وسط الطبيعة الساحرة.
مطار البحر الأحمر: يعد مطار البحر الأحمر أحد المشاريع الحيوية التي سيشهدها المشروع. بتصميمه المستدام، يتماشى المطار مع البيئة المحيطة ويعد نقطة رئيسية لسهولة وصول السياح، من المتوقع أن يستقبل المطار مليون زائر سنويًا، مما يسهم في تعزيز الحركة السياحية إلى المنطقة.
مدينة الموظفين: تشمل هذه المدينة جميع المرافق الأساسية لدعم العاملين في مشروع البحر الأحمر. تحتوي المدينة على مكاتب، مناطق سكنية، فنادق، ومرافق تجارية، مما يجعلها بيئة مثالية للعمل والإقامة للموظفين المشاركين في المشروع.
شبكة الطرق: يتم تطوير شبكة طرق تمتد على طول 80 كيلومترًا لتسهيل الوصول إلى مختلف مناطق المشروع. هذه الشبكة ستساهم في تسهيل حركة التنقل بين المواقع المختلفة داخل المشروع، مما يضمن وصولاً سهلاً للمقيمين والزوار على حد سواء.
جسر الربط بين الجزيرة الرئيسية والبر: يعد هذا الجسر من المشاريع الكبرى التي تهدف إلى تسهيل حركة التنقل بين الجزيرة الرئيسية والمناطق البرية. سيكون لهذا الجسر دور مهم في تعزيز سهولة الوصول وتوفير الوقت للزوار والمقيمين.
تشكل هذه المشاريع الأساس الذي سيبني عليه مشروع البحر الأحمر ليصبح وجهة سياحية رائدة عالميًا، تجمع بين الفخامة والاستدامة، مع الحفاظ على البيئة وتحقيق التميز في جميع جوانب الحياة.
تشير تلك الجهود الكبرى إلى أن مشروع البحر الأحمر ليس مجرد وجهة سياحية فاخرة، بل هو جزء من استراتيجية وطنية كبيرة تسعى المملكة من خلالها إلى تحقيق أهداف رؤية 2030، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد السعودي وتعزيز قدرات المملكة في مجالات السياحة والابتكار.