في صباح هادئ من أيام مايو، توقفت شاحنة مجهزة أمام مركز الحيمة في منطقة عسير، لم تكن مركبة عادية، بل وحدة متنقلة للأحوال المدنية، تحمل على متنها أجهزة تقنية وموظفين مدربين، وهدفها واحد وهو الوصول إلى المواطن حيثما كان.
هذا المشهد لا يقتصر على عسير وحدها، بل يتكرر في 42 موقعًا مختلفًا بمناطق المملكة، في القرى والمراكز البعيدة والمدن، ضمن مبادرتي “نأتي إليك” للجهات الحكومية والخاصة، وموجودين” التي تستهدف المناطق النائية، وهي مبادرات تنفذها وكالة وزارة الداخلية للأحوال المدنية، لتقديم خدمات السجل المدني بطريقة حديثة ومباشرة.
منطقة عسير
في منطقة عسير، حطّت الوحدات المتنقلة رحالها في مراكز الحيمة، الحمرة، الحريضة، كحلان، القوباء، والمدارس المختلفة بمحافظتي خميس مشيط ورجال ألمع، لتقدم خدماتها للرجال والنساء على مدار أيام متفرقة.
وفي المنطقة الشرقية، توجهت الوحدات إلى شركات كبرى مثل أرامكو روان للحفر البحري، ومدارس البنات في الدمام وحفر الباطن، في تأكيد على الشمولية واستهداف مختلف فئات المجتمع.
أما في القصيم، فقد توزعت الفرق بين البكيرية، الهمجة، الشيحية، والخبراء، وفي كل منطقة، استُقبلت الوحدات بترحيب من الأهالي، لما توفره من خدمة إصدار وتجديد الهوية الوطنية، وبدل التالف، دون الحاجة إلى الذهاب لمكاتب الأحوال.
وفي كل من حائل، الجوف، الباحة، مكة المكرمة، نجران، والحدود الشمالية، تواصلت المهمة، مدارس، مراكز إدارية، مقرات وزارات، كلها تحولت إلى نقاط تقديم خدمة، ما يؤكد أن الهوية الوطنية لم تعد محصورة في المكاتب، بل صارت تأتي إليك حيث تكون.
تُعد هذه الوحدات المتنقلة اليوم من أهم أدوات الخدمة الميدانية الذكية التي تسهم في اختصار الوقت وتقليل الجهد، خصوصًا لكبار السن، وسكان القرى، والنساء اللاتي قد يجدن صعوبة في التنقل.
في زمن السرعة والتحول الرقمي، تتقدم المملكة خطوة أخرى نحو جعل الخدمات أقرب للمواطن من أي وقت مضى، بوسائل عصرية، تحمل في طياتها رسالة واضحة: “نحن هنا من أجلك”.