المحتويات
مع اقتراب موسم الحج وازدياد التوافد إلى العاصمة المقدسة، تعود إلى الواجهة تحديات قديمة – جديدة ترتبط بسلوكيات ومظاهر سلبية تنتشر في محيط المسالخ والأسواق، وتشكل تهديدًا حقيقيًا للبيئة والصحة العامة.
في هذا السياق، عقد مكتب وزارة البيئة والمياه والزراعة بالعاصمة المقدسة اجتماعًا تنسيقيًا، ترأسه الدكتور محمد بن سعيد الشراوي، نائب مدير المكتب، بمشاركة ممثلين عن الإدارة العامة للمجاهدين، ومركز وقاء، وعدد من مستثمري المسالخ الأهلية.
فوضى موسمية
وفقًا لمصادر حضرت الاجتماع، فإن الموسم الماضي شهد انتشار ظواهر سلبية لافتة، أبرزها الذبح العشوائي، وتكدس المخلفات الحيوانية، وسوء التعامل مع النفايات، إلى جانب ضعف الالتزام بالاشتراطات الصحية في بعض المسالخ الأهلية.
يؤكد أحد المستثمرين المشاركين أن “المشكلات تتكرر كل عام بسبب غياب آليات رقابية صارمة، وتداخل الصلاحيات بين الجهات”، مشيرًا إلى أن بعض المسالخ تعمل دون تجهيزات كافية لاستيعاب الضغط الموسمي.
الاجتماع التنسيقي ركز على دراسة الملاحظات المسجلة سابقًا، مع اقتراح حلول عملية للحد من التجاوزات، مثل تحديد ضوابط تشغيل موحدة، وتكثيف الجولات الرقابية، وتحفيز المستثمرين على تطبيق معايير السلامة والبيئة.
جولات على المسالخ
وفي وقت سابق، في إطار الاستعدادات المبكرة لموسم حج 1446هـ، أطلق مكتب وزارة البيئة والمياه والزراعة بالعاصمة المقدسة، ممثلًا بقسم الأسواق والمسالخ، جولات رقابية تفقدية مكثفة تستهدف التأكد من جاهزية المسالخ وأسواق النفع العام، لضمان تقديم خدمات صحية وآمنة لحجاج بيت الله الحرام.
وتركزت الجولات على متابعة مدى الالتزام بالمعايير الصحية والبيئية داخل المسالخ، إلى جانب تفقد جاهزية المعدات والأدوات التشغيلية، ومراجعة أوضاع العاملين، مع تقديم التوجيهات الفنية والإدارية اللازمة، بهدف رفع كفاءة الأداء وتحقيق أقصى درجات النظافة والسلامة داخل بيئة الذبح.
من جهته، أوضح الدكتور محمد الحتيرشي، مدير مكتب الوزارة بالعاصمة المقدسة، أن هذه الجولات التفتيشية تأتي ضمن خطط المكتب الرامية إلى تعزيز جودة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، مشددًا على أهمية الالتزام الصارم بالاشتراطات البيئية والصحية في كافة المسالخ ونقاط الذبح المعتمدة، بما يضمن سلامة اللحوم ويمنع أي ممارسات عشوائية قد تُخل بالسلامة العامة.
وأكد الدكتور الحتيرشي أن الفرق الرقابية ستواصل أعمالها بشكل يومي ومكثف خلال موسم الحج، مشيرًا إلى أن حملات المتابعة ستشمل كذلك أسواق النفع العام، لضبط أي تجاوزات أو مظاهر فوضى قد تؤثر على الصحة العامة أو البيئة المحيطة.
وتأتي هذه الجهود ضمن منظومة شاملة تنفذها المملكة، لضمان بيئة خدمية متكاملة وآمنة لحجاج بيت الله الحرام، تعكس المكانة الروحية للحج، وتعزز من مستوى الرعاية المقدمة لضيوف الرحمن في مختلف الخدمات.