المحتويات
يُطلق مصطلح “الجيل Z” أو Gen Z على من وُلدوا بين عامي 2000 و2011، وهم الجيل الذي نشأ في قلب الثورة الرقمية وتطوّر وسائل التواصل الاجتماعي. ورغم امتلاكهم لأحدث الوسائل التكنولوجية، إلا أنهم من أكثر الأجيال تعرضًا للمشكلات النفسية، كالاكتئاب والقلق والضغوط المزمنة.
إحصائيات صادمة عن الصحة النفسية للجيل Z
تشير الأرقام الحديثة إلى واقع مقلق. فواحد من كل ثلاثة شبان تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا يعاني من اضطراب نفسي واضح. كما أن أكثر من 40% من أبناء هذا الجيل يشعرون بحزن دائم أو إحساس باليأس. وتُظهر الإحصائيات أن نحو 70% منهم يعانون من التوتر والقلق الناتج عن الضغوط المالية، وتحديات سوق العمل، والمخاوف المرتبطة بالمستقبل، وفقا لما ذكرته الجارديان البريطانية.
لماذا يعاني جيل Z أكثر من الأجيال السابقة؟
واقع جيل Z يختلف جذريًا عما عرفته الأجيال السابقة. لقد نشأ هذا الجيل في بيئة مشبعة بالمحفزات الرقمية، حيث لا يفارق الهاتف الذكي أيديهم، مما جعلهم عُرضة دائمة للمقارنة والتشتت. كما واجهوا أزمات عالمية كبرى، أبرزها جائحة كورونا، والتغيرات المناخية، والتقلبات الاقتصادية، مما زاد من شعورهم بعدم الأمان. إلى جانب ذلك، يواجهون ضغوطًا أكاديمية ومهنية غير مسبوقة، في ظل منافسة شرسة وتكاليف تعليم متزايدة، وهو ما يجعلهم دائمًا في حالة من القلق والسعي المحموم نحو الكمال.
وسائل التواصل
بالنسبة لهذا الجيل، تمثل وسائل التواصل الاجتماعي مصدرًا مزدوجًا للتواصل والضغط. فمن جهة، تسهم في تعزيز الروابط الاجتماعية وتوسيع دائرة المعارف، لكنها من جهة أخرى تخلق بيئة خصبة للمقارنة المستمرة مع الآخرين، مما يولّد شعورًا بالنقص وعدم الكفاءة. كما أن التنمر الإلكتروني أصبح واقعًا يوميًا لا يتوقف عند مغادرة المدرسة أو العمل، بل يمتد إلى كل لحظة. وفوق ذلك، فإن التعرّض المستمر للأخبار السلبية والمحتوى المثير يمكن أن يؤدي إلى حالة من الإفراط في التحفيز، وزيادة مستويات القلق والتوتر.
ضغوط الدراسة
جيل Z يواجه ضغوطًا أكاديمية ومهنية مكثفة، حيث يتوقع منهم دائمًا تحقيق نتائج مثالية، سواء في الدراسة أو في الوظائف التي يسعون إليها. هذه التوقعات تدفع الكثيرين منهم إلى حالة من الإرهاق العقلي، خاصة في ظل صعوبات الاستقرار المالي، وارتفاع كلفة المعيشة. كما يعاني عدد كبير منهم مما يُعرف بـ”متلازمة المحتال”، أي الإحساس الدائم بأنهم لا يستحقون النجاح الذي حققوه، مما يخلق فجوة بين ما ينجزونه فعليًا وما يشعرون به داخليًا.
كيف يحافظ جيل Z على صحته النفسية؟
في مواجهة هذه الضغوط، هناك عدة خطوات يمكن أن تساهم في الحفاظ على التوازن النفسي. من المهم أن يضع الشاب أو الشابة حدودًا واضحة لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وتخصيص وقت للأنشطة غير الإلكترونية، مثل القراءة، أو الرياضة، أو اللقاءات الواقعية مع الأصدقاء. كما يُنصح باستخدام وسائل التواصل بوعي، من خلال متابعة محتوى إيجابي والابتعاد عن التمرير العشوائي الذي يستهلك الطاقة النفسية.
من المفيد أيضًا ممارسة تمارين التأمل واليقظة الذهنية التي تساعد في تهدئة العقل وتخفيف التوتر. النشاط البدني يلعب دورًا محوريًا، إذ يساهم في إفراز هرمونات السعادة. كما أن كتابة اليوميات تتيح مساحة لتفريغ المشاعر وتنظيم الأفكار، مما يُخفف من وطأة الضغوط. ولا يمكن إغفال أهمية النوم الجيد، الذي يُعد ركيزة أساسية للصحة الجسدية والعقلية على حد سواء.