جمعية عناية.. في زاويةٍ من زوايا العطاء الصامت، تعمل جمعية “عناية” الصحية بهدوء يشبه همسات الأمل في آذان من أنهكتهم الحاجة إلى العلاج، خلف جدران العيادات، وفي قلوب آلاف المستفيدين، كتبت الجمعية فصلاً جديداً في سجل العمل الخيري، جعلت فيه الصحة حقاً لا امتيازاً.
في إطار جهودها المستمرة للنهوض بالخدمات الصحية، أصدرت جمعية “عناية” الصحية تقريرها السنوي لعام 2024، كاشفةً عن أرقام قياسية في حجم الخدمات الصحية والعلاجية والوقائية التي قدمتها، ضمن جهودها المستمرة في دعم الرعاية الصحية وتعزيز التوعية المجتمعية.
وكشف التقرير أن عدد المستفيدين من خدمات الجمعية خلال العام بلغ 132,723 مستفيداً، وبلغ إجمالي ما أنفقته الجمعية لتوفير هذه الخدمات أكثر من 62 مليون ريال، فيما قُدرت القيمة السوقية للخدمات الصحية المُقدمة قبل الخصومات بـ 88,298,855 ريالاً سعودياً، أي أن الجمعية استطاعت الحصول على خصومات وصلت إلى 29% من التكلفة الكلية، بالتعاون مع المستشفيات الخاصة ومراكز الأعمال بالمستشفيات الحكومية.
نمو في التطوع وبرامج الوقاية
وسجلت الجمعية نمواً بنسبة 10% في أعداد الأطباء الاستشاريين والمتطوعين مقارنة بالعام السابق، حيث بلغ عدد المتطوعين في عام 2024 نحو 2,737 متطوعاً.
وقد نظّمت الجمعية عبر إداراتها المعنية 115 فعالية ومبادرة وقائية ومجتمعية، بإجمالي ساعات تطوعية بلغت 29,973 ساعة، تعادل قيمة اقتصادية تزيد عن 3.9 مليون ريال.
14 مليون مشاهدة إعلامية
ولم تقتصر إنجازات الجمعية على الجانب العلاجي فقط، بل امتدت للتثقيف الصحي، حيث قدمت برامج توعوية وتفاعلية عبر وسائل التواصل الاجتماعي بلغ عدد مشاهداتها 1,977,747 مشاهدة، فيما وصلت المشاهدات العامة للوسائط الإعلامية التي تناولت أنشطة الجمعية إلى 14,493,926 مشاهدة، ما يعكس أثر الجمعية الإعلامي وتفاعل الجمهور مع محتواها التوعوي.
جوائز وتميز
وفي إطار التميز المؤسسي، حصلت “عناية” على عدة جوائز مرموقة خلال عام 2024، منها جائزتان من مجلس هارفارد العالمية في المجالين الاجتماعي والتنفيذي، بالإضافة إلى جائزة “الجهة الأكثر تفعيلًا للفرص التطوعية” من المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي، وجائزة “التطوع الصحي” ضمن مبادرة تحفيز المتطوعين الصحيين.
قيادة ودعم وشراكات وطنية
وأكد الأمين العام للجمعية، الدكتور سلمان المطيري، أن هذه النجاحات تعكس التقدم النوعي في أداء الجمعية، وتأتي بفضل دعم القيادة الرشيدة، وإسهامات شركاء النجاح من رجال الأعمال والمؤسسات الحكومية والخاصة. مشيراً إلى التزام الجمعية بمواصلة مسيرتها في تحسين جودة الحياة الصحية، وتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030.
“عناية”.. قصة إنسانية
في عام 2024 فقط، لم يكن الرقم مجرد عدد؛ بل 132,723 قصة إنسانية، بدأت بألم وانتهت بابتسامة شكر، بعد أن تلقت هذه الأرواح خدمات علاجية ووقائية تكفلت بها الجمعية كاملة، بقيمة تجاوزت 62 مليون ريال، استطاعت بها أن تعيد الحياة لمرضى، وتمنح الأمل لأسر كانت تظن أن لا مفر من المعاناة.
ما وراء العلاج.. الإنسان أولاً
في عالم يتسارع نحو الأرقام، اختارت “عناية” أن تمزج لغة الأرقام بروح الإنسان، فالعلاج لم يكن نهاية الطريق، بل كانت البداية لمنظومة متكاملة من الوقاية، والتوعية، والدعم النفسي والاجتماعي، جسّدها 2737 متطوعًا و115 فعالية ومبادرة توعوية، زرعت الوعي الصحي في المجتمع، واستثمرت في ثقافة الحياة.
تخيل أن كل ساعة تطوع من هؤلاء، كانت تسابق المرض والجهل، لتصنع فارقًا، 29,973 ساعة، ترجمها المتطوعون إلى وقائع ملموسة، بقيمة اقتصادية بلغت قرابة 4 ملايين ريال، لكن قيمتها الإنسانية لا تُقدّر بثمن.
التواصل الذي يعالج بصمت
من خلف الشاشات، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، صنعت “عناية” محتوى يخاطب كل فئة بلغة تفهمها.
1.9 مليون مشاهدة لبرامجها التوعوية، و14 مليون مشاهدة لمنصاتها المختلفة.. أرقام تكشف أن للجمعية حضورًا لا يقتصر على العيادات، بل يمتد إلى عقول الناس وقلوبهم.
عطاء يُتوج بالجوائز
مسيرة الجمعية لم تمر مرور الكرام؛ فتكريمها بجوائز مرموقة من مجلس هارفارد العالمية، ومن المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي، لم يكن مجرد إنجازات شكلية، بل شهادة عالمية بأن العطاء المنظم يصنع فرقًا حقيقيًا، حين يُبنى على الشفافية والاحتراف.
أصوات الشكر.. تُلهِم الاستمرار
“لو لم تكن جمعية عناية، لما استطعت علاج والدتي”، “أعادوا لي بصري”، “لم يدفعونا للتخلي عن الأمل”… كلمات حقيقية لمرضى وجدوا في الجمعية ملاذًا لم يكن في الحسبان.
الرؤية أبعد من اليوم
وفي ختام عام حافل، أكّد أمينها العام، الدكتور سلمان المطيري، أن الجمعية لا تكتفي بما تحقق، بل تنظر إلى المستقبل بعين رؤية 2030، حيث يكون لكل فرد حق الرعاية، ويكون للقطاع غير الربحي دور فعّال في بناء مجتمع صحي أكثر وعيًا واستدامة.
جمعية “عناية” ليست مجرد اسم على لافتة… بل قصة كل مريض استعاد عافيته، وكل متطوع وهب من وقته، وكل داعم اختار أن يكون جزءًا من التغيير.