المحتويات
شهد قطاع الطيران المدني في المملكة العربية السعودية تطورًا كبيرًا خلال السنوات الأخيرة، بقيادة الهيئة العامة للطيران المدني التي تضطلع بدور محوري في تنفيذ مستهدفات رؤية السعودية 2030.
وتسعى الهيئة إلى تعزيز مكانة المملكة كمركز إقليمي وعالمي في النقل الجوي، من خلال تحديث البنية التحتية للمطارات، وتبني أفضل المعايير التشغيلية، ورفع كفاءة الخدمات المقدمة للمسافرين.
وضعت الهيئة ضمن أولوياتها تطوير تجربة المسافر وتحسين الالتزام بمواعيد الرحلات، إلى جانب تمكين القطاع الخاص وزيادة التنافسية بين الناقلات الوطنية.
كما تشهد المنظومة تطورًا تقنيًا ملحوظًا عبر التحول الرقمي في الخدمات، وإطلاق مبادرات كبرى لتطوير الكوادر الوطنية في قطاع الطيران، ما يعكس التزام المملكة بتحقيق التميز في هذا القطاع الحيوي.
أداء المطارات والناقلات السعودية في مارس 2025
أصدرت الهيئة العامة للطيران المدني اليوم تقريرها الشهري عن أداء المطارات والناقلات الوطنية في شهر مارس 2025، والذي يُعنى بقياس مدى الالتزام بمواعيد الرحلات وفقًا لفارق زمني لا يتجاوز 15 دقيقة عن الوقت المجدول.
وقد تصدرت مطارات سعودية متعددة قائمة الأداء المتميز، منها: مطار الملك خالد الدولي بالرياض في فئة المطارات الدولية الكبرى (أكثر من 15 مليون مسافر سنويًا) بنسبة التزام بلغت 93%.
مطار الملك فهد الدولي بالدمام حقق نفس النسبة (93%) ضمن الفئة الثانية (5–15 مليون مسافر).
مطار أبها الدولي تصدر الفئة الثالثة (2–5 ملايين مسافر) بنسبة 95%.
مطار العلا الدولي حاز المركز الأول في فئة المطارات الصغيرة (أقل من 2 مليون مسافر) بنسبة 97%.
مطارات الباحة، الدوادمي، وطريف حققت جميعها نسبة التزام 100% ضمن فئة المطارات الداخلية.
التزام ملحوظ وتحسين في الأداء
كما أظهر التقرير تقدمًا واضحًا في أداء شركات الطيران الوطنية، حيث جاءت الخطوط السعودية في المرتبة الأولى بنسبة التزام 95% في القدوم و94% في المغادرة.
وسجلت طيران ناس نسبة 91% في كلا الاتجاهين، بينما حقق طيران أديل 91% في القدوم و94% في المغادرة.
أعلى نسب الالتزام
وسلط التقرير الضوء على أبرز المسارات الجوية خلال مارس 2025، إذ سجلت رحلة (الرياض – أبها) نسبة التزام بلغت 98%، بينما جاءت رحلة (الرياض – عمّان) على رأس الرحلات الدولية بنسبة 99%.
الطيران السعودي نحو العالمية
تأتي هذه الجهود ضمن إطار الإستراتيجية الوطنية للطيران، التي تستهدف رفع الطاقة الاستيعابية إلى 330 مليون مسافر سنويًا بحلول 2030، وفتح مزيد من الوجهات الدولية، وتحسين الخدمات اللوجستية، بما يعزز من مكانة المملكة كمحور عالمي في قطاع الطيران.
وتواصل الهيئة العامة للطيران المدني العمل على رفع الكفاءة التشغيلية، وتطبيق أعلى معايير السلامة والجودة، بما يواكب طموحات الرؤية الوطنية ويعزز مكانة المملكة على خارطة الطيران العالمية.
تحولات استراتيجية في قطاع الطيران
شهدت هيئة الطيران السعودي خلال السنوات الأخيرة قفزات نوعية في بنيتها التنظيمية والتشغيلية، تمثلت في تحديث أنظمة السلامة الجوية، وتطوير البنية التحتية للمطارات، ورفع كفاءة الخدمات المقدمة للمسافرين.
وتسعى الهيئة إلى بناء قطاع طيران تنافسي وآمن ومستدام، يسهم في تعزيز موقع المملكة كمركز لوجستي عالمي يربط بين القارات الثلاث.
مشاريع توسعية ونموذج تشغيلي حديث
ضمن خطة التوسع، أشرفت الهيئة على تنفيذ مشروعات كبرى، أبرزها:
– توسعة وتطوير مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة
– تحديث مطار الملك خالد الدولي بالرياض
– تدشين مطارات جديدة مثل مطار خليج نيوم ومطار العلا
– تحسين تجربة المسافر من خلال الخدمات الرقمية، وتقنيات الذكاء الاصطناعي
تمكين الكوادر الوطنية والتحول الرقمي
تحرص الهيئة على الاستثمار في رأس المال البشري من خلال إطلاق برامج تدريبية ومبادرات لتمكين الكفاءات السعودية، إلى جانب تسريع التحول الرقمي، وتبني حلول ذكية لتحسين تجربة السفر، وتعزيز كفاءة العمليات.
دور دولي متنامٍ
عززت الهيئة مكانة المملكة في المحافل الدولية من خلال عضويتها في منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو)، ومشاركتها في صياغة السياسات والمعايير الدولية للطيران، وتوقيع العديد من الاتفاقيات الثنائية ومذكرات التفاهم لفتح الأجواء وزيادة الربط الجوي.