في خطوة هامة تعكس عمق العلاقات التاريخية والروابط الأخوية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية، استقبل الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، وزير الخارجية السعودي، وزير الخارجية والهجرة بجمهورية مصر العربية، الدكتور بدر عبد العاطي، في مقر وزارة الخارجية بالرياض.
هذا اللقاء جاء في إطار الجهود المستمرة بين البلدين لتكثيف التعاون الثنائي في مختلف المجالات، وعلى رأسها الأوضاع المتدهورة في قطاع غزة.
تعاون مصري سعودي
تم اللقاء في اطار مواصلة الجهود المشتركة بين مصر والمملكة العربية السعودية لدعم القضية الفلسطينية ورفع المعاناة عن سكان قطاع غزة في ظل التصعيد الأخير، حيث تعمل الدولتان على تنسيق مبادرات دبلوماسية وإنسانية لتقديم الدعم اللازم للقطاع المحاصر، من خلال إرسال المساعدات الإنسانية والضغط على المجتمع الدولي للضغط من أجل وقف الأعمال العدائية.
وجاء اللقاء في وقت حساس، حيث يُعاني أهل غزة من نقص حاد في الغذاء والدواء وتدمير واسع للبنية التحتية نتيجة الصراع المستمر.
تطورات الوضع في غزة
تم استعراض تطورات الوضع في غزة بشكل خاص، حيث تم التأكيد على أهمية التعاون المستمر بين مصر والسعودية لدعم الفلسطينيين في مواجهة التحديات الراهنة.
كما تم مناقشة سبل تعزيز التنسيق المشترك لدعم القضية الفلسطينية، وفي مقدمتها جهود التهدئة وتثبيت وقف إطلاق النار في القطاع المحاصر، إضافة إلى التأكيد على رفض تهجير الفلسطينيين من أرضهم.
اللقاء شهد تبادل الرؤى بين الجانبين حول الخطة العربية – الإسلامية لإعادة الإعمار في غزة، كما تم التطرق إلى مؤتمر دولي مزمع أن تستضيفه مصر بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية، بهدف تعزيز التعافي المبكر والبدء في إعادة إعمار القطاع.
وتطرق اللقاء إلى استعراض نتائج زيارة وفد مجلس الأعمال المصري السعودي واتحاد الغرف السعودية إلى القاهرة في أبريل الماضي، والتي هدفت إلى التعرف على الفرص الاستثمارية المتاحة. الوزير عبد العاطي أكد على أهمية بناء استراتيجيات مشتركة لتعزيز التعاون الاقتصادي وزيادة الاستثمارات السعودية في مصر، مشيرًا إلى أن زيارة هذا الوفد كانت خطوة فارقة نحو توطيد الروابط الاقتصادية بين البلدين.
كما تم مناقشة تعزيز التعاون في مجالات الصناعة والتكنولوجيا، مع التأكيد على أهمية تحقيق التكامل بين الاستراتيجيات الصناعية في مصر والمملكة العربية السعودية، خاصة في إطار رؤيتي 2030 التي تتبناها كل من الرياض والقاهرة. وزير الخارجية المصري شدد على ضرورة تسهيل بيئة الاستثمار وتوفير الحوافز التي تقدمها الحكومة المصرية لدعم الصناعة وتوطين التكنولوجيا.
وفي ختام الاجتماع، تبادل الجانبان وجهات النظر حول الأوضاع في السودان وسوريا ولبنان والأزمة اليمنية، بالإضافة إلى قضايا أمن الملاحة في البحر الأحمر. وكان هناك توافق بين الجانبين على السعي المشترك نحو تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، مما يعكس الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في كافة القضايا الإقليمية والدولية.
عقب ذلك ترأّس وزير الخارجية، ووزير خارجية جمهورية مصر العربية، اجتماع لجنة المتابعة والتشاور السياسي على المستوى الوزاري بين البلدين، بحثا خلاله تكثيف آليات التعاون الثنائي في مختلف المجالات، وسبل تعزيز التنسيق المشترك تجاه القضايا التي تهم البلدين الشقيقين وتخدم مصالحهما المشتركة، إلى جانب بحث التطورات الإقليمية والدولية والجهود المبذولة بشأنها، وفي مقدمتها الأوضاع في قطاع غزة.
مصر والسعودية
حضر الاجتماع، وكيل الوزارة للشؤون السياسية الدكتور سعود الساطي، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية مصر العربية صالح الحصيني، ومدير عام الإدارة العامة للدول العربية غازي العنزي، فيما حضره من الجانب المصري، سفير جمهورية مصر العربية لدى المملكة إيهاب أبوسريع، ومساعد وزير الخارجية للشؤون العربية السفير إيهاب فهمي.
عكس اللقاء التطلع المشترك لدفع وتيرة التعاون تنفيذًا لتوجيهات رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي والملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بتعميق العلاقات بين البلدين والاستمرار في تطويرها في مختلف المجالات، والتنسيق حول القضايا ذات الاهتمام المشترك بما يحقق المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين.
وخلال أعمال اللجنة، تناول الوزيران سبل دعم العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين، حيث أكد الوزير عبد العاطي على ضرورة تعظيم الاستفادة من الأطر المؤسسية الاقتصادية القائمة بين مصر والسعودية وتبادل الزيارات لكبار المسئولين ورجال الأعمال والمستثمرين، منوهًا إلى الزيارة الناجحة لوفد مجلس الأعمال المصري السعودي واتحاد الغرف السعودية إلى القاهرة خلال الفترة ١٢ – ١٤ أبريل للتعرف على الفرص الاستثمارية المتاحة، وأهمية البناء على النتائج التي تمخضت عن الزيارة بما يسهم في تعزيز التعاون الإقتصادي وزيادة الاستثمارات السعودية في مصر، مؤكدًا الاهتمام بتدشين منتدى الاستثمار المصري-السعودي باعتباره خطوة فارقة لدعم العلاقات الاقتصادية بين البلدين.