المحتويات
كشفت دراسة أجرها مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية، أن الازدحام المروري في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية، يوميًا ينتج عنه زيادة معدلات استهلاك الوقود بنسبة تصل إلى ,%29 ويُعزَى ذلك في المقام الأول إلى سلوك القيادة الذي يتسم بتكرار التوقف والتحرك، مما يؤثر سلبًا في الكفاءة الكلية لاستهلاك الوق
ومع الدقائق الأولى في كل صباح تستيقظ مدينة الرياض في السعودية على أصوات أبواق السيارات العالية وهدير محركات السيارات الكثير، ومع مرور الوقت تزداد الطرقات تكدس مروري وازدحام شديد وتتحول الرحلات القصيرة إلى رحلة طويلة تهدر الوقت تلك الأزمة التي تؤثر على حياة ملايين الأشخاص يوميًا في السعودية.
دراسة مركز الملك عبدالله
وأجرى مؤخرًا مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية، دراسة عن ظاهرة الازدحام المروري المتزايد في مدينة الرياض ومدى تأثير ذلك على استهلاك سيارات الركاب من الوقود في ظل تحديات التوسع العمراني المتسارع وتزايد استخدام المركبات.
وأشار المركز إلى أنه تم اجراء تحليلًا على المستوى الميزوسكوبي للازدحام المروري في الطرق عالية السعة في مدينة الرياض، وقد تبين لنا أن الازدحام يتسبب في زيادة معدلات استهلاك الوقود بنسبة تصل إلى ,%29 ويُعزَى ذلك في المقام الأول إلى سلوك القيادة الذي يتسم بتكرار التوقف والتحرك، مما يؤثر سلبًا في الكفاءة الكلية لاستهلاك الوقود.
ترتكز الدراسة على تحليل البيانات الآنية للسيارات المتنقلة (FCD) التي تجمعها المركبات المزودة بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS) وأنظمة الاتصالات من أجل تسليط الضوء على الإمكانات الواعدة لتقنيات إنترنت الأشياء (IoT) والمدن الذكية في مجال تطوير أنظمة النقل الذكية وتحسين إدارة التنقل الحضري.
وخلال الدراسة تم اجراء تحليل مكاني لديناميات التدفق المروري في مدينة الرياض إلى جانب التركيز على مجموعة محددة من طرقها العامة الرئيسة، يتضح أن القيادة على الطرق عالية السعة تؤدي إلى زيادة معدلات استهلاك الوقود في أغلب الأحيان.
الازدحام المروري في الرياض
كما انه تهدف الدراسة الحالية إلى تعميق فهمنا لأنماط الحركة المرورية في المدن بهدف إمداد صانعي السياسات برؤى كاشفة مدعومة بالبيانات يتسنى لهم من خلالها صوغ إستراتيجيات أكثر استدامة في مجال تخطيط الطرق بهدف تلبية متطلبات التنقل الحضري في المدن واجتياز التحديات المرتبطة به.
في البداية أود ان اشكر أمانة الرياض وهيئة تطوير الرياض على ما يبزلونه من مشروعات ومجهودات هائلة والغرض من هذا المقال مجرد التفكير معهم بصوت عال لغرض تسريع معالجة هذه المشكلة والتي بمعالجتها ستنتقل الرياض لمدينة عالمية سريعا؛ كما ستساهم في تحسين جودة الحياة بشكل كبير.
أرقام الواقع المروري في الرياض
يصل عدد سكان الرياض نحو 7,821,000 نسمة، مع توقعات بالوصول إلى 8.3 مليون بحلول عام 2030، بمعدل نمو سنوي يبلغ 2.2% وفقًا لتصريحات الهيئة العامة للإحصاء.
ووفقًا لدراسات حديثه اجريت فانه يقضي سكان الرياض ما معدله 91 ساعة سنويًا في الازدحام المروري ( وفقًا لتقرير TomTom Traffic Index، )، تصل تكلف الازدحامات المرورية الاقتصاد السعودي خسائر تقدر بـ 28 مليار ريال سنويًا وفقًا دراسة لوزارة النقل السعودية.
كما أن معدل ملكية السيارات في الرياض يبلغ 336 سيارة لكل 1000 شخص، وهو من أعلى المعدلات في المنطقة وفقًا الهيئة العامة للمرور .
تشهد الرياض زيادة سنوية في عدد المركبات تقدر بـ 8%، مما يضيف حوالي 160,000 سيارة جديدة على الطرقات كل عام نسبة استخدام وسائل النقل العام في الرياض لا تتجاوز 2% من إجمالي الرحلات اليومية.
كما تسجل الرياض معدل انبعاثات كربون من قطاع النقل يصل إلى 17 مليون طن سنويًا، مما يشكل 40% من إجمالي انبعاثات المدينة وفقًَا تقرير البيئة والتنمية المستدامة.
نماذج ناجحة
ومن بين الدول التي قضن على الازمة دولة سنغافورة، حيث تعد نموذج في إدارة الطلب على النقل طبقت نظام التسعير الديناميكي للطرق (ERP) منذ عام 1998. نجحت في تقليل حركة المرور بنسبة 45% في المناطق المزدحمة. استثمرت بكثافة في وسائل النقل العام، مما رفع نسبة استخدامها إلى 67% من إجمالي الرحلات.
وكذلك لندن، حيث أن رسوم الازدحام وتعزيز النقل العام فرضت رسوم الازدحام في وسط المدينة عام 2003. أدى ذلك إلى انخفاض حركة المرور بنسبة 30% وزيادة سرعة التنقل بنسبة 37%، استثمرت العائدات في تحسين شبكة الحافلات والدراجات، مما زاد من استخدام وسائل النقل البديلة.
طوكيو: التكامل بين التخطيط العمراني والنقل نموذج للتنمية الموجهة نحو العبور (TOD). 80% من سكان المدينة يستخدمون وسائل النقل العام للتنقل اليومي. نجحت في خفض انبعاثات الكربون من قطاع النقل بنسبة 20% بين 2000 و2020.
كوبنهاغن: مدينة صديقة للدراجات 49% من رحلات العمل والدراسة تتم باستخدام الدراجات. استثمرت في بنية تحتية متكاملة للدراجات بطول 385 كم. خفضت انبعاثات الكربون بنسبة 38% منذ عام 2005.
دبي: الاعتماد على التكنولوجيا الذكية أطلقت استراتيجية دبي للتنقل الذكي ذاتي القيادة. تهدف إلى تحويل 25% من إجمالي رحلات التنقل إلى رحلات ذاتية القيادة بحلول عام 2030. استخدام الذكاء الاصطناعي في إدارة حركة المرور أدى إلى تحسين تدفق المرور بنسبة 20%.