كشفت دراسة جديدة عن أهمية تناول الزبادي بانتظام لما له تأثير إيجابي في الوقاية من بعض الأنواع الخطيرة لسرطان القولون والمستقيم، وذلك من خلال تحسين توازن ميكروبيوم الأمعاء ومجموعة البكتيريا النافعة التي تلعب دورًا أساسيًا في صحة الجهاز الهضمي والمناعة.
دور ميكروبيوم الأمعاء في الوقاية من السرطان
يلعب ميكروبيوم الأمعاء دورًا حيويًا في الهضم وتقوية جهاز المناعة، كما أنه يؤثر على احتمالية الإصابة بالأمراض، بما في ذلك السرطان. وقد وجدت الدراسات أن بعض أنواع البكتيريا قد تتواجد داخل الأورام السرطانية نفسها، ما يسلط الضوء على أهمية التوازن البكتيري في منع الالتهابات التي قد تسهم في تطور المرض.
كيف يساعد الزبادي في الحماية من سرطان القولون؟
يحتوي الزبادي على بكتيريا نافعة مثل “الملبنة البلغارية” (Lactobacillus bulgaricus) و*”العقدية الحرية”* (Streptococcus thermophilus)، والتي تعزز صحة الأمعاء من خلال دعم التوازن البكتيري. ووفقًا للدراسة، فإن تناول حصتين أو أكثر من الزبادي أسبوعيًا ارتبط بانخفاض خطر الإصابة بنوع عدواني من سرطان القولون، الذي يصيب الجانب الأيمن من الأمعاء ويتميز بمعدلات بقاء أقل مقارنةً بأنواع أخرى.

واقترح الباحثون وفقًا لميديكال إكسبريس، عدة آليات محتملة تفسر التأثير الوقائي للزبادي، ومنها: تحسين توازن البكتيريا النافعة، مما يقلل الالتهابات والمواد المسرطنة في الأمعاء، وتقليل الالتهابات في بطانة القولون، مما قد يحد من التغيرات السرطانية، وتعزيز وظيفة الحاجز المعوي، مما يقلل من نفاذية الأمعاء المرتبطة بزيادة خطر السرطان.
وأجرى الباحثون تحليل لبيانات أكثر من 150 ألف شخص على مدار عقود، حيث تم تتبع استهلاكهم للزبادي كل عامين. كما أجروا اختبارات على أنسجة أورام 3079 مصابًا بسرطان القولون والمستقيم لقياس مستويات “البيفيدوباكتيريوم”، وهو نوع من البكتيريا المفيدة الموجودة في الزبادي.
وخلصت النتائج إلى أن الأشخاص الذين تناولوا الزبادي بانتظام كانوا أقل عرضة للإصابة بسرطان القولون القريب المرتبط بالبيفيدوباكتيريوم وهو نوع خطير يحدث في الجانب الأيمن من القولون.
إلى جانب دوره المحتمل في تقليل خطر السرطان، يُعتبر الزبادي مصدرًا غنيًا بالكالسيوم، مما يعزز صحة العظام ويقلل من خطر هشاشتها. كما تشير الأبحاث إلى ارتباط استهلاكه المنتظم بانخفاض ضغط الدم، وتقليل خطر أمراض القلب، وتحسين السيطرة على نسبة السكر في الدم.
كيف تختار الزبادي المناسب؟
وجه الباحثون عدة نصائح في اختيار الزبادي المناسب لك ومن أبرزها: اختيار الأنواع العادية غير المنكه لتجنب السكريات المضافة، والتأكد من احتوائه على البروبيوتيك لضمان استفادة الأمعاء من البكتيريا النافعة. كما يفضل الزبادي اليوناني غير المحلى، لأنه يحتوي على نسبة أعلى من البروتين وأقل من السكر، ويعتبر الزبادي كامل الدسم خيارًا جيدًا لأنه أقل معالجة مقارنةً بالأنواع قليلة أو خالية الدسم.