يعد ميدان “المصليات”، الواقع في الجهة الجنوبية الغربية من المسجد النبوي، أحد الأماكن التاريخية البارزة في المدينة المنورة، حيث كان موقعًا لصلاة العيدين والاستسقاء التي أداها النبي محمد ﷺ وصحابته رضوان الله عليهم، كما كان يُعرف قديمًا باسم “المناخة”، ويبعد قرابة 150 مترًا عن ساحات المسجد النبوي.
يضم الميدان عدة مساجد تاريخية أُنشئت لاحقًا، أبرزها: مسجد الغمامة، مسجد أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
وتعد المنطقة من المواقع الحيوية بالمدينة نظرًا لقربها من المسجد النبوي، وجذبت اهتمام الزوار لما تحمله من قيمة تاريخية مرتبطة بالسيرة النبوية.
شهدت هذه المساجد، التي يعود بناؤها إلى القرن الثالث عشر الهجري، عمليات إصلاح وترميم متكررة عبر العصور، ونالت اهتمامًا خاصًا في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، حيث تم إدراجها ضمن مشروع تطوير وتأهيل المواقع التاريخية الإسلامية، لإعادة تأهيلها بأعلى المعايير، مع الحفاظ على تصاميمها المعمارية الفريدة.
تتميز المساجد: ببنائها من الأحجار البازلتية السوداء، قبابها وجدرانها الداخلية المطلية باللون الأبيض، ما يخلق تناسقًا بصريًا فريدًا، تهيئة مواقع للجلوس ومساحات واسعة للمشي، وجود مسطحات خضراء وأشجار النخيل، تضيف لمسة جمالية للمكان، توفير لوحات تعريفية توضح تاريخ المنطقة وارتباطها بالسيرة النبوية.
كل هذه العوامل جعلت ميدان “المصليات” وجهة تاريخية مميزة، يحرص زوار المدينة المنورة على استكشافها والتعرف على إرثها العريق.