في وقت تستعد فيه الأسر العربية لاستقبال عيد الفطر وتحضير الكعك والمخبوزات التقليدية في المنازل، ابتكر فريق من الباحثين في جامعة الملك فيصل بالمملكة العربية السعودية طريقة مبتكرة لتحسين القيمة الغذائية لهذه الحلويات. تهدف هذه الطريقة إلى جعل الكعك أكثر صحة وفائدة، بالإضافة إلى تعزيز استدامته من خلال استخدام مكونات طبيعية تغني عن الإضافات الصناعية، مما يساهم في تقديم خيار غذائي يعكس حرص الباحثين على صحة الأفراد والبيئة.
تعتمد الدراسة الجديدة التي قام بها الباحثون بقيادة عبد الرحمن أحمد وخالد رمضان ومحمد محمود، على فكرة مبتكرة لتحويل بقايا الشاي والقهوة (التفل) إلى مسحوق غذائي يمكن إضافته إلى عجين الكعك الإسفنجي، مما يعزز من قيمته الغذائية ويطيل من عمره الافتراضي، حسبما أُعلن في دورية “إيه سي إس أوميجا”.
تركز الدراسة على إعادة تدوير النفايات وتحسين الأطعمة في المناسبات، حيث قام الباحثون باستخدام بقايا الشاي الأسود وحبوب القهوة العربية. بعد تجفيفها وطحنها، تمت إضافتها إلى الدقيق بنسب متفاوتة تصل إلى 1%، 2%، و 3% لتحسين جودة الكعك.
أظهرت نتائج الدراسة أن إضافة (التفل) إلى الكعك زادت من قيمته الغذائية بشكل ملحوظ، خاصة من حيث مضادات الأكسدة والعناصر الغذائية الأخرى. كما أظهرت الدراسة أن هذه الإضافة ساهمت في زيادة صلاحية الكعك، مما يساعد في الحفاظ عليه لفترة أطول.
ورغم الفوائد التي حققتها الدراسة، لاحظت لجنة التذوق أن الكعك الذي احتوى على مسحوق الشاي اكتسب لونًا داكنًا مقارنة بالكعك الذي أضيف إليه مسحوق القهوة، الذي حافظ على طعمه التقليدي. ومع ذلك، تفتح هذه الدراسة آفاقًا جديدة للابتكار في مجال إعادة تدوير بقايا الطعام بطريقة مستدامة، مما يشجع على التفكير في حلول عملية لتحسين الأطعمة وتقليل الفاقد الغذائي.